الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

يا ترى مرتبات اسيادنا كام؟‏

  • بقلم د. محمود عمارة ٢٦/ ٩/ ٢٠١١
    -------------------------------------------------------
    أولاً: أعتذر عن الأخطاء المطبعية التى وردت بمقالى الفائت عن ضباط الشرطة والجيش، وما سببته هذه الأخطاء من لبس، وعدم فهم، واستغراب.. فالأربعمائة جنيه كتبوها أربعة آلاف.. والثلاثة آلاف كتبوها ثلاثمائة وهكذا.. مما أخلّ بكل المعانى، وأغضب بعض أصدقائى ومعارفى من الجهتين!

    وندخل فى موضوعنا.. وموضوعنا أن صديقى الأستاذ سليمان جودة رئيس تحرير الوفد، طار من الفرح عندما سأل نائب رئيس الوزراء، وزير المالية د.حازم الببلاوى عن راتبه.. فأجاب بأنه يقبض ٣٠ ألف جنيه شهرياً!

    وبما أن كل شىء فى بلدنا «مستخبى»، و«تحت الترابيزة»، ويافطة «ممنوع الاقتراب أو التصوير» مازالت حاكمة.. ولا أحد فينا لديه مصادر رسمية للحصول على المعلومات والبيانات الصحيحة، ولهذا كانت مفاجأة، وفرصة أن يعلن مسؤول بالدولة عن الرقم الحقيقى الذى يتحصل عليه من خزانة الشعب!

    والسؤال الأول: ما هو الخطر، أو ما هو السر العسكرى الذى يمنع أى موظف بالدولة أن يعلن لدافعى الضرائب عن «راتبه».. وكم يدفع منه «ضرائب» للخزانة العامة، كما هو معمول به فى بلاد الفرنجة؟

    ففى بلاد الفرنجة.. يستطيع أى إنسان أن يعرف أى شىء عن أى شىء «عدا ما يمس الأمن القومى جد بجد، وليس على طريقة أن التحقيق مع مبارك فى ذمته المالية يمس الأمن القومى».. وما عليك إلا بالدخول على النت لتقرأ:

    راتب الرئيس الأمريكى «أوباما» ٤٠٠ أربعمائة ألف دولار سنوياً أى حوالى ٣٣ ألفاً شهرياً+ حصيلة نسبته من مبيعات كتبه التى ألفها ونشرها+ أى دخل لزوجته من محاضرات أو ندوات+ إيجار شقة تملكها والدته فى هاواى+ أى مداخيل من أى نوع= ٢٦٥٦٩٠٢ اثنين مليون، وستمائة وست وخمسين ألفا، ٩٠٢ دولار، دخلت وعاءه الضريبى عام ٢٠١٠.. وبما أنه وقع فى شريحة الأغنياء، فعليه أن يدفع ضرائب حسب الجدول المعمول به = ٣٣.٥٪ من الدخل الكلى، وبهذا سدد لأونكل سام مبلغ ٨٥٥٣٢٣ ألف دولار!

    وفى فرنسا الرئيس ساركوزى راتبه السنوى قدره ٣٤٦ ألف دولار+ دخله من شراكته بأحد مكاتب المحاماة+ دخل زوجته «كارلا» من الألبومات الموسيقية، وعروض الأزياء وغيرها = مليون ومائتى ألف يورو.. وبما أنه يدخل فى شريحة الأغنياء، إذن ساركوزى سدد ٤١٪ من دخله إلى الخزانة الفرنسية!

    وتقرأ عن أقل راتب لرئيس جمهورية فى الكون وهو للسيدة «رئيسة الفلبين»، فتجده أقل من مائة وخمسين دولاراً «شهرياً»! «فهل يا ترى تستطيع أن تعيش به، أم أن هناك العمولات، والصفقات كما كان يحدث عندنا» عندنا راتب الوزير على الورق ٢٥٠٠ جنيه، وبعد خمس سنين تكتشف بلاوى متلتلة رغم وجود ١٣ جهازاً رقابياً!

    أما رئيس وزراء إنجلترا فراتبه ٣٧٥ ألف دولار «على ١٢ شهراً».

    وفى ألمانيا تجد «أنجيلا ميركل» يحول لحسابها ٣١٨ ألف دولار سنوياً.. والعجيب أن راتب «رئيس وزراء اليابان» هو أقل راتب لرئيس حكومة بالدول الصناعية الكبرى، ويتحصل على ٢٤٩ ألفاً سنوياً!

    وأعلى راتب فى العالم لوظيفة رئيس جمهورية أو رئاسة حكومة.. هو من نصيب «رئيس حكومة سنغافورة»، بمبلغ ٢ مليون دولار سنوياً!

    أما عن «نائب الرئيس الأمريكى».. فراتبه ٢٠٨ آلاف دولار، مثله مثل رئيس مجلس الشيوخ، ورئيس المحكمة الدستورية العليا.. أما «السيناتور».. أى عضو المجلس النيابى فى أمريكا فراتبه السنوى هو ١٦٢ ألف دولار.

    والجديد لنا: أن «رئيس حزب الأغلبية» فى أمريكا يحصل على راتب سنوى من الدولة مثله مثل «رئيس حزب الأقلية» فكلاهما يتقاضى مبلغ ١٨٠ ألف دولار!

    وهكذا فى دقيقتين على النت يمكنك أن تعرف كل الحقائق بعيداً عن الأكاذيب والشائعات.

    باختصار: الشعب هناك متمكن من الحصول على كل المعلومات والبيانات، ويراقب كل سنت يدخل أو يخرج من خزانة الدولة التى هى ملك لدافعى الضرائب، وعلى كل موظف من رئيس الجمهورية حتى العاطل الذى يحصل على معونات بطالة.. أن يتقدم سنوياً بإقراره الضريبى مثبتاً فيه كل دولار حصل عليه من ميراثه، أو من أى مصدر.. وعليه أن يسدد الضرائب طبقاً للجدول المرفق بالإقرار.. ويا ويله، ويا سواد ليله.. كل من يتهرب من سداد الضرائب المستحقة عليه، وإذا «كذب» وأخفى دولاراً.. فمصيره وراء القضبان «مش زى المنشور عن زكريا عزمى بأنه كان يتلقى هدايا من جريدة الأهرام وحدها قيمتها مليون جنيه سنوياً».. هناك موظف الحكومة يسلم الهدايا إلى الدولة إذا زادت قيمتها على مائة دولار.. وإبراهيم سليمان نسى يكتب إن عنده «خمسة ملايين دولار» فى حساب بره، ونسى أن عنده شقة فى باريس وغيره، وغيره، وكله لغياب الشفافية!

    وبالمناسبة سألنى واحد: هو رئيس الحكومة راتبه كام؟.. والنائب العام كام؟

    ولهذا لدى اقتراح: ما تيجو نفتح «الصندوق الأسود» ونعلن كل الحقائق مهما كانت بسيطة حتى تؤسس قاعدة الشفافية، ونبطل إشاعات ونتفرغ لبناء البلد!

    فالشعب يريد: بناء مصر طوبة.. طوبة.. على نضيف، وبأعلى درجات الشفافية فى كل شىء.. حتى نجبر الرئيس القادم بالإعلان عن راتبه، وعما يسدده من ضرائب.. إذا كان هناك رئيس قادم بصحيح؟

    french_group@hotmail.com

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

د.محمود عمارة [ وبرنامج ناس بوك الحلقة الثانية ]

د.محمود عمارة [ يجب تعديل عاجل للتشريعات الحالية ]

من هنا تبدأ هيبة الدولة ‏


  • بقلم د. محمود عمارة ١٩/ ٩/ ٢٠١١
    ---------------------------------------------

    الأسبوع الماضى كنت شاهداً على سلسلة من الحوادث:

    أولاً:
    سائق تاكسى ملقى على الرصيف يصرخ، ويولول وهو يحكى: إن إحدى «المنتقبات» ركبت بجواره لتوصيلها إلى مدينة نصر.. وعلى طريق صلاح سالم بجوار المقابر، أخرجت «فرد» مسدس، وأمرته بالتوقف، والتوقيع على أوراق بالتنازل والبيع للسيارة، وضربته بعصا كهربائية ثم هربت بالسيارة.. وحسب شهادة الشهود.. فهذه «المنتقبة» ما هى إلا أحد البلطجية الذين يستخدمون الآن زى المنتقبات فى السطو على أملاك وممتلكات الآخرين!

    ثانياً:
    فى السادسة صباح «الأربعاء» الماضى، كنت فى طريقى من المعادى إلى عملى فى مدينة السادات، وفوجئت بسيارة نقل بمقطورة متوقفة بعد مطلع «الوصلة الجديدة» الرابطة بين المنيب والدائرى، باتجاه الطريق الصحراوى، وثلاثة «شحوط» يستخدمون «أجنات» ومنشاراً لخلع، وتقطيع وتفكيك «السورالحديدى» للكوبرى ليبيعوها خردة «الطن بألفى جنيه»! وعشرات القصص لاعتداءات اللصوص على المال العام والخاص!

    فى المساء تقابلت مصادفة مع صديق «عميد شرطة»، أشهد له بأنه مثال ونموذج للذوق والأدب، والتعامل المحترم مع كل الناس قبل وبعد الثورة، حكيت له ما رأيته وما سمعته، فإذا به ينفجر غضباً مما يحدث له ولزملائه من إهانات، وتريقة، ونظرات البعض المملوءة بالشماتة، وأحياناً يسمع شتيمة لكل رجال الشرطة من بعض سائقى الميكروباصات، وبعض الملاكى، وحكى لى أن زوجته لم تعد تذهب إلى التجار بالمنطقة التى يسكنونها، بعد أن ذهبت إلى «الفكهانى» الذى كان يهب واقفاً «أمرك يا باشا».. «اؤمرى يا هانم».. ويحمل الأكياس حتى السيارة، إذا به بعد الثورة يتحدث إليها بعنجهية،وهو مجضوع على الكرسى، وبشىء من التريقة يسألها: هوه أخبار «الكابتن» إيه دلوقتى؟

    حكايات لا حصر لها من إهانات للضابط، وأحياناً صفع على الوجه للأمناء، وازدراء «للعسكرى» المسكين الواقف بالعشر ساعات لتنظيم المرور بثلاثمائة جنيه فى الشهر..

    أحدهم يقول لك: والله العظيم يا بيه أنا ما فطرت من صباح ربنا.. وطول النهار واقف على حيلى اتهزأ، واتشتم وساكت..

    ولسه واحد مرضيش يقف فى الإشارة، وسمعته بيقول للراكب جنبه: سيبك منه ده من ولاد «...» اللى بعد الثورة بقوا خدامين عندنا!

    وهكذا عشرات الروايات عن «قلة أدب» بعض الناس، وتسمع وتتعاطف مع المرارة التى يعبر لك عنها ضباط الشرطة فى تعاملات الجماهير معهم، وقليلاً ما تسمع عن تعاطف حقيقى، ووقوف بعض المحترمين مع الشرطة وتشجيعهم.

    والحل هو:
    =======

    أولاً: أن يلتقى الوزير بالضباط والأفراد أسبوعياً، وأن ينزل بنفسه للشارع كما كان يفعل الوزير أحمد رشدى ليرفع من روحهم المعنوية، ويكون نموذجاً لهم «وإذا كانت صحته لا تساعده، فعليه بالاستقالة الفورية»!

    ثانياً: أن يتساوى رجل الشرطة برجل الجيش، من حيث الرواتب والمعاشات، فليس مقبولاً أن يكون معاش لواء الشرطة ٣٠٠ جنيه، ومعاش لواء الجيش خمسة آلاف، وكمان لواء الجيش يوجدون له وظيفة مدنية بعد المعاش، ولواء الشرطة يقعد فى البيت فى سن مبكرة، أو بمساواتهم بالقضاة، ففى الانتخابات مثلاً: القاضى المشرف على الانتخابات يحصل على ١٠ آلاف جنيه، ولواء الشرطة على ٤ آلاف جنيه..

    علماً بأن القاضى يذهب إلى لجنة الانتخابات فى سيارة تابعة للدولة، وضابط الشرطة يذهب إلى اللجان بمعرفته وعلى نفقته الخاصة، وليس معقولاً - كما يقولون - أن نقيب الشرطة بعد سبع سنوات خدمة، كل راتبه لا يتجاوز ١٢٠٠ جنيه، منها خدمات مثل مباريات الكورة وغيرها، يذهب على نفقته الخاصة من القسم التابع له بتاكسى + كل الخدمات بتاكسيات تكلفة فى المتوسط ٣٠ x ١٥ = ٤٥٠ جنيهاً + سجائر وشاى شهرياً ١٠ x ٢٥ = ٢٥٠ جنيهاً + غسل البدلة والمكوى + الإيجار + الكهرباء = الـ١٢٠٠ جنيه، وعليه أن يأكل ويشرب ويصرف على زوجته وطفلين من الهواء، إذا لم يكن له أب أو ميراث،

    أما بالنسبة للأمناء، الذين يعملون أكثر من ٨ ساعات يومياً فتجب محاسبتهم على كل ساعة إضافية ليس بـ٤٠ قرشاً للساعة، لكن بالحد الأدنى للأجور الإضافية، و«فرد» الشرطة الواقف بالشارع يلزم ألا يقل راتبه عن الحد الأدنى، وهو ٧٠٠ جنيه.

    ثالثاً: هناك ضابط «مش عايز يشتغل» وضابط «مش عارف يشتغل».. اللى مش عايز يشتغل يروّح يقعد فى بيتهم ويتم فصله، أما اللى مش عارف يشتغل فيلزم تدريبه وتأهيله وتعليمه، وتوفير أدوات العمل له، والعجز العددى يستكمل من خريجى الحقوق بعد دورة تأهيل وتدريب ٦ أشهر.

    رابعاً: يطالب ضباط الشرطة بأن يكون هناك لقاءات دورية فى حضور الوزير والإعلام والقضاء، «القضاة» يشرحون للضباط حقوقهم، وواجباتهم، والمظلة القانونية التى تحميهم أثناء أداء واجباتهم حتى لا يخافوا ويرتبكوا أو يتهوروا.. والإعلام ليفهم الحدود القانونية الفاصلة بين حق الشرطى وواجبه، وبالتالى يكف البعض عن خلط الأوراق أو المزايدات.

    خامساً: المساواة بين قطاعات الشرطة جميعاً فى الرواتب.. فليس معقولاً أن كل من يعمل بشرطة الكهرباء، والنقل والمواصلات، ومكتب الوزير، والعلاقات العامة يتم تمييزه برواتب سخية قد تصل إلى ١٥ و٢٠ ألف جنيه، وزميله الواقف فى الشارع لا يتحصل على ٢٠٠٠ جنيه!

    سادساً: معروف عالمياً أن لكل ١٥٠ مواطناً، رجل أمن، وفى عاصمة مثل القاهرة يلزم أن تكون هناك سيارة شرطة وخمسة أفراد كل كيلو متر، وفى كل ميدان لتأمين الشارع ولأمان وأمن المجتمع، مع الاهتمام الكامل بشرطة تنفيذ الأحكام التى لا تملك أى وسائل أو أدوات لتطبيق القانون وإحقاق الحقوق.

    ولضيق المساحة أكتفى بأن أكرر مقولة الجنرال «ديجول» عندما وقف فى شرفة الإليزيه وأشار بافتخار إلى العسكرى الفرنسى الواقف مشدوداً، مهندماً، حذاؤه لامع، ومنظره يجبرك على احترامه، وقال: «من هنا تبدأ هيبة الدولة»!

    french_group@hotmail.com

الخميس، 15 سبتمبر 2011

أنا آسف جداً يا ريس ‏



  • بقلم د. محمود عمارة ١٢/ ٩/ ٢٠١١
    ---------------------------------------------


    شاءت الأقدار أن أعيش تجربة «رئيسين للجمهورية» يحاكمان الآن فى نفس التوقيت..

    الأول هو: «حسنى مبارك» رئيس بلدى الأم مصر الذى أعشقه..

    والثانى هو: «جاك شيراك» رئيس البلد الذى استضافنى ٢٥ سنة، ومنحنى الفرصة لأتعلم شبه مجانى بأفضل جامعاته (١٠٠ دولار سنويا لدراسة الماجستير أو الدكتوراه بالسربون للمواطن الفرنسى).. وفرصة لاكتشاف مواهبى وقدراتى، وسمح لى بحمل جنسيته التى تؤهلنى للحصول على كل امتيازات المواطن الأصلى، بما فيها حقى فى الترشح لرئاسة فرنسا!!

    المدهش، والغريب، والعجيب أن «رئيس دولة الأم» رغم اتهامه بارتكاب جرائم متعددة بما فيها «الخيانة العظمى»، والذى عرض مصر لكل أنواع المخاطر بما فيها خطر انقسامها وتقسيمها بين النوبة جنوبا إلى سيناء شرقا، وبين المسلمين والمسيحيين، وخرب الإنسان المصرى وأشاع الفساد الممنهج..

    نرى بعض الناس يخرجون أثناء محاكمته يحملون لافتات تقول «إحنا آسفين ياريس»..

    أما هناك فتجد «جاك شيراك» الذى يعترف له الجميع بالوطنية الصادقة، والجدية والأمانة فى خدمة فرنسا، لا يتعاطف معه أحد فى محاكمته «لخطأ» ارتكبه عندما كان عمدة لباريس منذ عشرين سنة، بتعيينه ٢١ موظفا فى بلدية باريس التى يحكمها، واكتشفت الصحافة أن هؤلاء الـ٢١ موظفا رغم تقاضيهم المرتبات من العمودية إلا أنهم يعملون يوميا «بالحزب الديجولى» الذى يترأسه شيراك أيضاً!!

    أى أن الرجل لم يتربح سنتا، ولم يعمل هؤلاء الموظفون لحسابه الشخصى بمزرعته أو بقصوره.. ولكن هذه هى قواعد اللعبة الديمقراطية الحقيقية: «من يخطئ يحاسب على الصغيرة قبل الكبيرة»!!

    «جاك شيراك» ٧٩ سنة، ملاحق بهذه الجريمة منذ ٢٠ سنة، كان فيها رئيسا للجمهورية ١١ سنة، لم نسمع أنه تدخل بنفوذه «ليؤثر على الشهود» أو «يحرق الأوراق» أو «يخفى الملفات»، (القانون الفرنسى يمنع محاكمة الرئيس أثناء توليه السلطة) ولكنه يلاحقه بعد خروجه من الكرسى!!

    بعد خروجه كان ملاحقا بجريمتين:

    الأولى: استغلاله لوظيفته وتربحه لأنه حصل على ٤ تذاكر طيران درجة أولى على إيرفرانس (له ولزوجته ولابنتيه) وبدون ثمن، فى رحلة خاصة ليست رسمية، وحصل فيها على البراءة بسداده ثمن التذاكر، واعتذاره لدافعى الضرائب!!

    أما الجريمة الثانية، فقد تم التحقيق فيها من وكيل نيابة عمره ٢٤ سنة، وكانت وزيرة العدل (رشيدة داتى) من المغاربة الذين حصلوا على الجنسية.. لم تستبدل له وكيل النيابة الشاب برئيس نيابة، أو تقابله لتسمع وجهة نظره، ولكن تم التحقيق معه شأنه شأن أى مواطن فرنسى لا زيادة ولا نقصان!!

    «جاك شيراك» الذى خدم فرنسا ٥٩ سنة من مدير لمكتب رئيس الوزراء «جورج بومبيدو»، ثم وزير للنقل، فوزير للزراعة، فوزيرا للمالية، فرئيس للحكومة، ثم رئيس للجمهورية وعمدة لباريس، ورئيس للحزب الديجولى..

    «جاك شيراك» الذى كتب إقرار الذمة المالية عند خروجه للمعاش، ونشرته وسائل الإعلام، جاء فيه: أنه بعد ٥٩ سنة فى السلطة، لا يملك سوى:

    ١- سيارة بيجو موديل ٢٠٠٧ ثمنها ٤٥ ألف يورو.

    ٢- قصر قديم فى قريته فى جنوب فرنسا، اشتراه عام ١٩٦٩، قيمته اليوم ٦٥٠ ألف يورو.

    ٣- منزل ريفى بإحدى المناطق النائية والمنعزلة ثمنه ستون ألف يورو.

    ٤- تحف - تابلوهات - وأنتيكات = مائتا ألف يورو.

    ٥- أسهم بالبورصة الفرنسية قيمتها أربعمائة وثمانون ألف يورو.

    ٦- حساب بالبنك الشعبى به تسعمائة وثلاثون ألف وسبعة وخمسون يورو و٤٢ سنتا.

    ٧- مجموعة أشياء بسيطة بالمخزن منها ٢ دراجة رياضية قيمتها أربعة آلاف يورو.

    بالإضافة إلى إهدائه لابنته الصغرى شقة مساحتها ١١٤ مترا كانت ملكا له، ومازالت ابنته تعيش فيها مع زوجها الموظف بالحكومة!!

    وهذه هى كل ممتلكات الرجل ورغم هذا كله فقد قدموه للمحاكمة بعد زوال الحصانة فى ١٦-٦-٢٠٠٧..

    والآن يسكن فى شقة بالإيجار يمتلكها ورثة رفيق الحريرى، مساحتها ١٨٠ متراً. (للإحاطة: مرتب رئيس فرنسا كان ٦ آلاف يورو شهريا.. والآن ساركوزى رفعه إلى ١٨ ألفاً بالإضافة إلى ١٦٠ ألفاً شهريا كمصروفات رئاسية)، وعند خروج الرئيس يظل راتبه الأساسى مستمراً كمعاش + شخصين لحراسته + مكتب وسكرتيرة + ٢ موظفين لمساعدته)!!

    الخلاصة:
    -----------
    أننى كمواطن أحمل الجنسية الفرنسية.. وبعد أن رأيت وسمعت ما يردده البعض هنا لحماية حسنى مبارك بـ«عفى الله عما سلف» وكمان «إحنا آسفين يا ريس».

    أصبح لزاما على أن أسافر لباريس، وأقف على باب العمارة التى يسكنها شيراك، وأرفع يافطة تقول: «أنا آسف جدا جدا يا ريس شيراك»!!



    ملحوظة:
    -----------
    أتمنى أن تنتهى محاكمة مبارك بأسرع وقت ممكن حتى لا ينشغل المجتمع والإعلام أكثر من ذلك، ولنتفرغ لبناء مصر الجديدة مصر الحديثة.. مصر التى فى خاطرى.. وقبل أن يفرح فينا «أذناب مبارك» الذين بدأوا يشموا نفسهم، ويشتموا فى الثورة، ونسوا أن كل ما نحن فيه هو، وهم السبب فيه.. وناقص يطالبونا بالاعتذار، ويجبرونا نقول لهم كمان «إحنا آسفين يا فلل»!!

    ولله فى خلقه شؤون!!

    french_group@ Hotmail.com


موسى - شفيق - البرادعى - حمدين‏


  • بقلم د. محمود عمارة ٥/ ٩/ ٢٠١١
    -------------------------------------------


    على مقهى شعبى بالحسين جلست مع مجموعة من الأصدقاء نستمتع بآخر ليالى شهر رمضان.. وكعادة كل المصريين الآن.. غرقنا فى الإجابة على السؤال التاريخى: مصر رايحة على فين؟..

    وما هو الحل لتفادى «الثورة الثانية»؟.. ثورة الغضب.. ثورة العشوائيات.. ثورة الجياع.. ثورة العمال والموظفين..، «الثورة الدموية» التى ستحدث حتما إذا استمرت أحوالنا فى التدهور، بعد «الانفلات الأخلاقى» الذى أنتجه الجهل والتخلف والفقر والقهر الذى عاشه المصريون فى ظل النظام الفاسد!!

    بجوارنا جلست مجموعة أخرى تتنصت لتسمع الحوار.. وبلا استئذان تدخل أحدهم قائلاً: «يا بهوات ما تتعبوش نفسكم.. البلد دى طول عمرها «موكوسة» وملهاش فى الطيب نصيب.. شوفوا حضراتكم» : ــ

    «شباب الثوار» بعد كل العظمة والأبهة، والجدعنة، والرجولة، والتضحية لثورة أبهرت العالم.. تانى يوم اتفرقوا، وانقسموا، وكل واحد فيهم جرى يدور على مصلحته الشخصية..

    و«الشعب» نتيجة الانفلات الأمنى ظهر أسوأ ما فيه..

    و«المجلس العسكرى» قاعد يخبط يمين وشمال..

    و«الحكومة» على قد حالها..

    والأخطر أن «الجهاز الإدارى الحكومى» وهو أبو المشاكل.. والمعطل الأول لأى تطور، (٦.٥ مليون موظف بياخدوا ١/٣ الميزانية، ولا شغل ولا مشغلة، دا رئيس الجمهورية يقدر يغير رئيس الوزراء فى دقيقة، وما يقدرش يفصل موظف درجة تامنة).. والمحترم فيهم «مشلول» ومرعوب من التشريعات الفاسدة، وتايه فى غابة القوانين المتضاربة وغرقان فى اللوائح البالية.. إنت عارف سيادتك إن الـ٦.٥ مليون موظف دول كانوا عايشين على قفا المستثمرين ورجال الأعمال.. والحمدلله دلوقتى لا بقى فيه استثمار ولا رجال أعمال، والمرتب ألف جنيه، وعشان يعيش مع أسرته محتاج ٣ آلاف.. وحتى الأمين فيهم كان بيلاقى شغلانة تانية جنب شغلانة الحكومة.. دلوقتى كلنا قاعدين على القهاوى لأنى موظف حكومة، وخايف القرشين اللى حوشتهم لجواز البنت يخلصوا، وأضطر أشتغل حرامى أو بلطجى!!

    وتدخل زميله فى الحديث وقال: بص يا باشا.. البلد دى ملهاش غير حل من اتنين علشان الثورة دى تنجح،

    أولا: إما واحد من الجيش يعمل انقلاب وياخد الحكم، ويعمل حكومة «ثورية»، ونظام «ثورى بجد» وينهض بالبلد فى خمس سنين، بدل الحوسة اللى احنا فيها.

    والحل الثانى النموذجى:

    أولاً: أن يتحد الثوار فى حزب واحد وبالتعاون والتنسيق مع بعض لمواجهة التيارات المتطرفة المتحكمة فى خطابات المساجد بالكتل السكانية، قبل ما يخدوا الأغلبية فى المجلس ويتحكموا فى مصير البلد، ويرجعونا ١٥٠٠ سنة.

    ثانيا: أن يتفق مرشحو الرئاسة على قلب رجل واحد، وما يعملوش زى العيال، وكل واحد مش شايف غير نفسه ومصلحته.. كل واحد فيهم عليه ينسى شوية «الأنانية» وعلشان خاطر ربنا، والشعب المطحون، وعلشان الأجيال القادمة.. يقعدوا، ويختاروا بينهم «رئيس» بالتناوب.. يعنى مثلا نفترض السنة الأولى للأكبر سنا وليكن «عمرو موسى» مثلا ليتفرغ للشؤون الخارجية ويبقى أحمد شفيق «النائب» للإنتاج والمشروعات الكبرى».. و«البرادعى» لشؤون الطاقة النووية والشمسية.. و«حمدين صباحى» نائبا للعدالة الاجتماعية..

    وبثينة كامل لمحاربة الفساد، و«أيمن نور» مع «البسطويسى» للتشريعات والشؤون القانونية، لوضع منظومة حديثة بدونها لن نتقدم قيد أنملة.. و«العوا» يبقى رئيسا لمجلس الشعب.. و«أبوالفتوح» كمهندس للتخطيط لمصر الجديدة حتى ٢٠٥٠، وبالقطع ممكن إضافة أسماء أخرى لها ثقل ومحل ثقة وهم كثر نساءً ورجالاً وشباباً، المهم السيستم الخربان يتغير، وبهذا لا يهمنا من سيصبح الرئيس أو النائب!

    وطبعا سيبقى الجيش له مكانته وتقديره كحام للدستور القادم ولمدة عشر سنوات، كما كان الحال فى تركيا، ويمكن الحوار والنقاش فى التفاصيل، المهم أن يتنازل الجميع لإنقاذ مصر.


    دعوة عامة
    --------------
    بالاتفاق مع محافظ الوادى الجديد وبناء على طلبه.. نرجو من كل العلماء والخبراء والباحثين والمستثمرين الراغبين فى طرح رؤاهم، وأفكارهم، وأبحاثهم لتنمية «الوادى الجديد» أن ينضموا إلينا كمتطوعين للمشاركة فى «المؤتمر» الموسع الذى سيعقد نهاية هذا الشهر بالخارجة.. لوضع استراتيجية وخطة ولتشكيل «مجلس أمناء» لضمان تنفيذ هذه الخطة والاستراتيجية سواء فى عهد هذا المحافظ أو من سيخلفه حتى لا تعود ريمة لعادتها القديمة.. وكل محافظ جديد يبدأ من الصفر.. فمن يرغب عليه الاتصال بى أو بالمحافظ الناشط اللواء طارق المهدى..

    ولكم خالص التقدير!!

    french_group@hotmail.com

هناك أمل‏

  • بقلم د. محمود عمارة ٢٩/ ٨/ ٢٠١١
    ----------------------------------------------


    بعد نشر المقال الفائت بعنوان «ياميش خسارة»، متحدثا فيه عن «الوادى الجديد»، ومبادرة المحافظ اللواء طارق المهدى بالاتصال بالخبراء ليضعوا معه «رؤية»، و«استراتيجية» لتنمية هذه المحافظة التى ظلت «جديدة» كما هى لم يطرأ عليها أى تغيير أو إضافة.. وظلت «بكراً» على حالها، رغم أنها تشغل ٤٤٪ من مساحة مصر، ورغم تعاقب ١٨ محافظا عليها منذ ٥٢، فمازال أهلها ٢٠٠ ألف نسمة، يستوردون غذاءهم من أسيوط، ولم يحاسب أحد على إهماله، وعدم جديته!!

    عشرات الاتصالات.. بدأت بمكالمة من أستاذنا د. صبرى الشبراوى.. الذى انشرح قلبه ولم يصدق أن هناك مسؤولا بدأ يستشير، ويستنير، ويهتدى بأبحاث، وآراء وأفكار الفاهمين والدارسين، وأبدى استعداده التام للمشاركة «كمتطوع»، و«خادم» مثلنا، يقدم كل ما لديه لنساهم جميعا فى نهضة هذه البقعة الحبلى بالكنوز، والمملوءة بالأمل.. واتصالات من مصريين بالخارج فى كندا، والإمارات يرغبون فى الاستثمار، ومستعدون لتأسيس شركات لمشروعات صغيرة ومتوسطة وكبيرة بالتعاون مع المحافظة ومع شبابها،

    وللاختصار: كان آخر تليفون من الأستاذ د. نادر نور الدين، أستاذ قسم الأراضى والمياه بزراعة القاهرة، صاحب أكثر من ٣٠ بحثا علميا منشوراً حول العالم.. يبدى رغبته فى الانضمام كمتطوع معنا، وقد أرسل لى نسخة من كتابه الأخير بعنوان «دول حوض النيل- بين الاستثمار والاستغلال والصراع».. مرفقا به بحث ملخص فى ٦ صفحات عن الصحراء الغربية عموما، والوادى الجديد خصوصاً يقول فيه:

    «إن الواحات الأربع التى تشكل محافظة الوادى الجديد رغم ما بها من أراض جيدة ومياه عذبة تصلح للزراعات العادية.. فهناك نحو ٢ مليون فدان من الأراضى عالية الملوحة، وآبارها أيضاً عالية الملوحة، وبالتالى فهذه الأراضى مهمشة ومهملة، ويمكننا بسهولة أن نزرعها «بحاصلات» نستخرج منها «الوقود الحيوى» عالى العائد المالى.. مثل أشجار الجاتروفا- البونجاميا- الصبار- الخروع وغيرها، وهذه المساحة تكفى لإنشاء ٢٠٠ مصنع لإنتاج هذا الوقود الحيوى، وبهذا نضيف مساحات جديدة للرقعة الزراعية، بعيدا عن المياه العذبة، وبما أنها ذات عائد عال ومرتفع فهى جاذبة جدا لربط المزارعين الجدد بالأرض المستصلحة دون استثمارات مكلفة، وبهذا يمكن خلخلة الكتل السكانية المحاذية للنيل، لإعمار الوادى الجديد!!

    ويتكامل هذا المشروع مع الاستجابة للشركات الأوروبية وشرق آسيا الساعية لإنتاج «الكهرباء» من الصحارى المصرية بالطاقة الشمسية، باعتبار أن صحارينا على قمة المناطق الأكثر سطوعاً للشمس فى العالم، وهناك عروض من شركات ألمانية، وصينية وغيرها تعرض علينا إقامة محطات كاملة للطاقة الشمسية بأيد مصرية، وقطع غيار من خامات مصرية وأيضاً لإنتاج المياه العذبة من المياه المالحة، وبتكلفة لا تتعدى ٧ سنت للمتر المكعب من المياه، وهى أقل من تكلفة الديزل لاستخراج المياه من باطن الأرض؟؟

    ويمكننا بهذه الطريقة كما يقول البحث استخراج الكهرباء من الطاقة الشمسية ونتمكن من إمداد دول حوض النيل بالطاقة اللازمة لها ليعود الوئام، وتتشابك المصالح.

    السودان افتتحت العام الماضى أكبر مصنع أفريقى لإنتاج «الإيثانول الحيوى» ولديها خطط جديدة لإنشاء خمسة مصانع تؤمن مستقبلها من الوقود الحيوى، وللعلم إن هناك دولاً أوروبية تستثمر الآن فى مساحات شاسعة «١١ مليون فدان» لزراعات الوقود الحيوى بتنزانيا، وإثيوبيا، وأوغندا، وبوروندى، وكينيا لتأمين ٢٥٪ من احتياجاتها المستقبلية».. أما نحن فنقف مكتوفى الأيدى.. مشلولين.. نراقب فقط، دون خطوة للأمام، لاستغلال كل هذه الصحارى من الساحل الشمالى مرورا بسيوة وحتى الوادى الجديد، والعالم من حولنا يتعاقد، ويستثمر، ويخطط لمستقبله، ونحن غارقون فى النميمة والقيل والقال، وتصفية الحسابات، والاستغراق فى المصالح الشخصية الآنية، وعلى مستوى الحكومة والمسؤولين نلمس حالة «شلل»، و«رعشة» وخوف رهيب من تحمل المسؤولية، حتى على مستوى المشروعات القومية والعامة لا يوجد من يتخذ القرار، وبما أننا نعلم أنها مرحلة «وهتعدى» فلن نيأس، وسنظل مستمرين فى سياسة «الخبط على الأبواب»، وفوق دماغ كل مسؤول نضع أمامه «ملفات» و«مبادرات» و«أفكارا» مدروسة الجدوى، وسنظل أيضا من المسوفين للأمل فى هذه اللحظات الحالكة.. حتى لو نجحنا بنسبة ١٠٪ فهى أفضل من «مفيش»!!

    لمعلوماتك:

    ١- جدوى إنتاج «الإيثانول الحيوى»: التكلفة لما يعادل برميل بترول هى ٣٠ دولارا من قصب السكر، أما تكلفة الإنتاج «للديزل الحيوى» فهى حوالى ٨٠ دولارا، وبما أن سعر برميل البترول يتعدى ١٠٠ دولار.. إذن يمكننا أن نحقق أرباحا فى المتوسط بين الإيثانول والديزل الحيوى ما يعادل ٤٥ دولاراً من كل برميل مكافئ.. لنصبح مع الطاقة الشمسية أغنى دول المنطقة، وأكثر ثراء من الخليج بكل بتروله!!

    ٢- هناك مصنع «للوقود الحيوى» بمدينة السويس باستثمارات كورية، وللأسف خصصنا له مساحات من الأراضى الخصبة لزراعات الوقود الحيوى فى سوهاج، والأقصر، وأسيوط، والسويس.. فى الوقت الذى نمتلك فيه ٩٠٪ من مساحة مصر «الهامشية» وعلى مياه مالحة

    فلماذا لا نستخدم الأراضى الخصبة والمياه الحلوة لإنتاج غذائنا، ونزرع الوقود الحيوى بهذه الصحارى، بمياهها المالحة؟

    والإجابة:

    لأنهم لم يستشيروا أهل العلم والخبرة، وها نحن جميعا ندفع وسندفع الثمن ثم يقولون آسفين يا ريس.

    french_group@hotmail.com

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

ياميش خسارة

  • بقلم د. محمود عمارة ٢٢/ ٨/ ٢٠١١
    ----------------------------------------------

    استأذنت صديقى المستشرق الفرنسى الذى حدثتكم عنه بالمقال السابق، والعاشق لمصر، أن أصطحبه معى إلى الصحراء الغربية.. بعد أن تلقيت مكالمة من عضو المجلس العسكرى اللواء، طارق المهدى، الذى أصبح «محافظاً للوادى الجديد».. يطلب منى الحضور لمعاونته فى إيجاد «أفكار، ومبادرات، ورؤى» للنهوض بالمحافظة التى تشغل٤٤% من مساحة المحروسة..، ولا يعيش فيها سوى ٢٠٠ ألف نسمة (يعنى شارع بشبرا)..، وأغلبهم يعمل بوظائف حكومية..، والأدهى والأَمر أنهم يستوردون الخضار، والفاكهة من أسيوط!!

    لقاء بمكتب المحافظ ومعه مديرو الزراعة والاستثمار والخدمات..، لأطرح ما فى جعبتى من أفكار، ومبادرات بعد زيارة سريعة للأماكن، وللإمكانيات المتاحة من بنية أساسية معظمها معطل، وليست أكثر من مبان عملاقة، وشعارات شكلية، ويافطات عريضة لمبان فخيمة لا تنتج شيئا للمجتمع.. ثم لقاء مع الشباب بقاعة المحافظ لأسمع وجهات نظرهم، وآراءهم وأسئلتهم، وبدأنا الحوار، وانسابت الأفكار:

    أولها: مشروعات صغيرة، وسريعة العائد للشباب بتكلفة بين٢٠ و٣٠ ألف جنيه، تدر عائداً شهريا لا يقل عن ألف جنيه فى «المناحل»، لوجود أفضل بيئة بلا أدنى ملوثات لتربية النحل، ولديهم «أنقى» أنواع الملكات العالمية، وفى قطاع تربية الطيور، والحمام، والأرانب، والخراف، وفى شتلات النخيل، والصوب الزراعية لإنتاج خضارهم بدلا من استيراده و... و... و...، برعاية وتمويل الصندوق الاجتماعى!!

    ثانيها: عندما اشتكى لى المحافظ من المستثمرين لأنهم يستخدمون التكنولوجيا، ولا يوظفون عمالة من الشباب، اقترحت عليه «النموذج السودانى» بأنه عندما يخصص أرضاً للشركات تلتزم الشركة باستصلاح٢٠% من المساحة، وتعيد تسليمها للمحافظة بها الآبار وشبكة الرى وجاهزة للزراعة لتوزيعها على شباب المنطقة، وبالتالى وبما أنها ملاصقة لأراضى المستثمر، فسوف يستفيد الشباب من التكنولوجيا، والخبرة، والإمكانات، وبالقطع سوف يتعاون معهم بعقود مسبقة لمنتجاتهم لتصديرها وتسويقها ليصبح من مصلحته الإرشاد بالإشراف عليهم، وبهذا نحل هذه الإشكالية ولا نترك الشباب وحده بخمسة فدادين يغرق بها ثم يضطر لتسقيعها وبيعها!!

    ثالثها: منطقة العوينات: يمكن أن تصبح فى ٣ سنوات أكبر مزرعة لحوم، وجلود، ودباغة وتصنيع أحذية، وجواكت، وأحزمة، وشنط حريمى فى أفريقيا كلها..، بدلاً مما يحدث الآن من ترك الشركات العربية والمصرية تستنفد المياه الجوفية بزراعة «البرسيم الحجازى» لتجفيفه وتصديره كأعلاف لبهائم الخليج، ونحن نستورد اللحوم بحجة «ندرة المياه»، ونقص الأعلاف!!

    أليس هذا «سفهاً وجنوناً» لا يصلح معه سوى «الحَجْر علينا»؟؟..، ولماذا لا نزرع نحن هذا البرسيم، ونربى مواشينا وأغنامنا على ناتجه، ليتم ذبحها، ودباغة جلودها بالمواصفات العالمية، وبالاستعانة بالخبرات التركية والمغربية والإيطالية فى الدباغة، وتصنيع الجلود؟..، ولماذا لا نستورد من تشاد على الحدود مع الوادى الجديد.. نستورد منها ومن السودان وإثيوبيا ومن كل منابع النيل لنذبح وندبغ ونقيم أعظم منطقة صناعية فى العالم للجلود واللحوم؟!

    رابعها: نحن نستورد بـ«ستة مليارات جنيه» دخاناً من تركيا وهى دولة إسلامية ومن غيرها، و«محمد على» المسلم هو الذى نقل لنا القطن والتبغ، وكنا إلى عهد قريب نزرع احتياجاتنا من التبغ، ونصدِّر للعالم.. فلماذا لا تزرع المحافظة (ولديها مراكز للبحوث، وجهاز لتعمير الصحارى، والأرض البالغة ستة ملايين فدان طبقا لما هو وارد بالكتاب، والمناخ، و٣.٤ مليار متر مكعب مياهاً جوفية يمكن سحبها سنويا (أى ما يعادل كل ما تملكه إسرائيل ٢ مليار والأردن ١ مليار)، وبالتعاقد المسبق مع الشركة الشرقية للدخان، وهى تقوم بالتمويل، وباستقدام الخبراء، وبهذا نوفر ٦ مليارات جنيه سنويا، ونخلق فرص عمل للشباب، والعائد من الفدان فى الدورة الواحدة يصل إلى٥٠ ألف جنيه. يمكننا بهذه الأرباح أن نستصلح ونزرع كل ما نحتاجه حتى إذا وصل عدد السكان إلى ٥ ملايين.

    ولكل من يعترض، بحجة أن الدخان حرام، أسأله: وهل استيراده «حلال»؟!

    خامسها: مهاتير محمد: كان أول قراراته للنهضة هو: زراعة ٥ ملايين نخلة لإنتاج الزيوت، وبعد خمس سنوات أصبحت ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج زيت النخيل، فلماذا لا نزرع خمسة ملايين نخلة من أجود أنواع التمور مثل: البرحى، ودجلة نور، والمادجول، وهى المطلوبة بالأسواق العالمية، والتى يصل سعر الكيلو فى بعضها إلى٢٠، و٣٠ يورو.. بجانب الأنواع المحلية التى تستهلكها السوق المحلية، وهل يوجد «طقس» أو مكان أفضل من الوادى الجديد لزراعة مثل هذه الأصناف؟!..

    ولماذا لا نصبح مخزن العالم للتمور، ولعسل التمور، ولصناعة الجريد، وغيرها لنجذب ٢ مليون بنى آدم بهذا القطاع فى الزراعة والحصاد، والفرز، والتعبئة، والتغليف، والشحن والنقل والتصدير..، «تمر سادة، وتمر بالفستق، وبالبندق، وباللوز، وبعجينة اللوز، وبالملبن، وبعين الجمل».. كما يحدث فى المغرب وتونس وحتى تركيا، ولماذا لا نزرع مساحات واسعة من «التين البرشومى» الأبيض، والأحمر لتجفيفه، وتصديره، مع وجود التربة الجيرية المشابهة لأرض الساحل الشمالى مع احتياجاته القليلة جداً من الماء سننتج أفضل الأنواع.. ويصبح لدينا كل أنواع التمور + كل أصناف التين، وماذا لو زرعنا أيضا على الساحل الشمالى «اللوز»، والبندق مع التمر، والتين المجفف لنصبح أولى دول العالم فى تصدير «ياميش رمضان».. وياميش خسارة عندما نعرف أن مصر استوردت هذا الموسم بـ١١مليار جنيه «ياميش» لرمضان!!

    باختصار ولضيق المساحة:

    المحافظ الجديد.. بما يملك من نشاط، ورغبته العارمة فى النجاح، وبالمقومات والبنية التحتية الموجودة + العنصر البشرى لأهل الوادى الجديد الذى أعجبتنى ابتسامتهم، إصرارهم، واشتياقهم للنهضة، وبما لديه من خطوط مفتوحة مع المجلس العسكرى لدعمه، ومساندته، وبمشورة الخبراء بكل المجالات.. لديه فرصة ذهبية، وللوادى الجديد فرصة تاريخية لإحداث «طفرة» بهذا الإقليم ليصبح نقطة مضيئة، ومفخرة لنا جميعا.. خاصة أن هناك «ثروة معدنية هائلة» + طاقة شمسية خيالية تكفى احتياجات أوروبا كلها الباحثة الآن عن الطاقة المتجددة والنظيفة، ناهيك عن الفرص السياحية المتعددة من الرمال البيضاء إلى المياه الجوفية العلاجية و... و... و... إلخ.

    وفى طريق العودة، سألت صديقى المستشرق عن رأيه فيما رأينا وسمعنا، قال: ومن يختلف على الإمكانيات الهائلة التى تملكونها؟!.. فهى تكفى لنهضة القارة الأفريقية بأكملها.. ولكن السؤال: متى ستبدأون والوقت من ذهب كما تعرفون؟!

    وأنت تعرف رأيى، ومراهنتى الدائمة على «أحفاد الفراعنة» فلا تخيبوا ظنى حتى لا أخسر الرهان!!

    والآن: ما رأيكم، هل سيكسب الرهان؟!

    french_group@hotmail.com

سحور فرنساوى ورسالة للجميع


  • بقلم د. محمود عمارة ١٥/ ٨/ ٢٠١١
    ---------------------------------------------

    هل تذكرون حواراتى السابقة مع «المستشرق الفرنسى» العاشق لمصر، والمولع بتاريخها وحضارتها شأن كل الفرنسيين.. والتى نشرتها على نفس الصفحة؟

    الأول: قبل الثورة بستة أشهر وبالتحديد يوم ٢١ يونيو ٢٠١٠ بعنوان «حوار مع مستشرق»، وكان يتحدث عن كيفية الخلاص من مبارك وابنه وحاشيته، بطريقة سلمية وآمنة بأقل تكلفة.. تفادياً «للكارثة» التى يمكن أن تحدث نتيجة للفوضى والفساد، وثورة الجياع التى مازلت أحذر منها حتى اليوم!!

    والثانى: بعد ٤٤ يوماً من الثورة، فى ١٤ مارس ٢٠١١ بعنوان: «دروس الثورة الفرنسية».. وكان رسالة إلى شباب الثوار، تحذرهم من الانقسام، ومن التخوين والاتهامات، وتصفية الحسابات، ومحاولة البعض لخطف الأضواء والبحث عن الزعامة، ومن طول الفترة الانتقالية التى ستؤدى إلى الانهيار الاقتصادى فينقلب الشعب عليهم، وتتطور الكراهية لتصل إلى حد «إعدامهم بميدان التحرير»، كما حدث «بالباستيل» عندما «أعدم الشعب الثوار» بنفس المقصلة التى قطعوا بها رأس الملك وزوجته وحاشيته من النبلاء، وقد أثبتت الأيام أن كل ما قاله يتحقق على أرض الواقع، وليؤكد أنه أحد «الفاهمين جداً» لحركة التاريخ الثورى، وتطلعات المجتمع المصرى، وأدعوكم للرجوع إلى النت لقراءة المقالين لتتأكدوا من المصداقية، والشفافية، والصراحة المطلقة!!

    وعودة لموضوع اليوم.. عندما تلقيت «دعوة شخصية» من صديقى المستشرق، للسحور بمسكنه المطل على ميدان التحرير، وأقول «سحور فرنساوى»، لأنه بدأ بوضع المأكولات أمامنا تمام العاشرة مساءً، لالتزامه بميعاد النوم قبل منتصف الليل حتى يبدأ نهاره مبكراً، ولأن السحور كان فقيراً بالمقارنة بالسحور الشرقى المكدس بالمحاشى واللحوم والفول والطعمية والطرشى والحلويات.. «سحور فرنساوى» عبارة عن: طبق به (قطعة توست أسمر + بيضة مسلوقة + قطعتان من الأجبان الفرنسية الشهيرة + كوب زبادى).

    ولكن الثراء والكرم جاءا فى «الحوار» الذى استمر لساعتين، ولم يبخل فيه بنصائحه وآرائه، وعلى طريقة الفرنسيين بالجهر بالحقائق بعيداً عن اللف والدوران، وبانفعال وخوف على مصر، وكأنها بلده، رغم أنه لم يعش بها أكثر من ٤ سنوات.

    وللأسف أنه قرر مغادرتها خلال ٩٠ يوماً إذا استمر الحال على ما هو عليه من غياب أمنى، وفوضى، وبلطجة، وثأر، وانتقام، وتنكيل، واعتداء يشكل خطراً على حياة الأجانب، خاصة أنهم تلقوا رسائل من الخارجية الأوروبية والأمريكية تحذرهم، وتدعوهم لإعادة أبنائهم، وألا يستمر فى مصر سوى من تجبره وظيفته، أضف إلى ذلك رعبهم من حوادث المرور، ونزيف الأسفلت.

    معظم الموجودين أجانب من مراسلى الصحف والوكالات، ومن موظفى الشركات المنفذة لمترو الأنفاق، بعد ١/٢ ساعة انتحينا جانباً ليبدأ الحوار (بالعربية المكسرة أحياناً، وبالفرنسية غالباً.. وبدأ بانفعال وغضب متسائلاً: مون شير «يا عزيزى»:

    أنت تعرف أننى راهنت على أحفاد الفراعنة، عشرات المرات، وكررت أنكم قادرون على بناء دولة حديثة، قوية، تقود المنطقة، وتستعيد مكانتها التاريخية، بعدما أذهلتم العالم «بثورة سلمية» أسقطت الديكتاتور وحاشيته فى ١٨ يوماً.. فكيف تسمحون لأنفسكم بعد هذا الإنجاز الهائل بأن تتشرذموا، وتتنابذوا، وتنكلوا ببعضكم، ثم تتخندقوا وتنقسموا، وأصبح كل واحد فيكم لا يهمه سوى مصلحته الشخصية بالبحث عن زعامة كاذبة، أو فرصة سخية، وتتركوا «أعداء الثورة» يجمعون شملهم، ويجذبون البسطاء بالملايين لينقضوا على الثورة التى خطفها السفهاء، وكأنكم تعيدون سيرة أعراب الصحراء فى الجاهلية عندما كانوا يتشاجرون بمجرد تحقيق النصر، ليقتسموا الغنائم والجوارى، فيعطوا الفرصة لأعدائهم بالالتفاف عليهم وسحقهم وأنتم لستم «أعرابا»، ولكنكم أحفاد الفراعنة الذين يحوزون احترام العالم كله.. فماذا جرى لكم؟

    قلت: هذه أول مرة أراك فيها بهذا القدر من «الخوف والفزع»، وفقدان الثقة بالمصريين الذين دائماً كنت تراهن عليهم لمجرد أن الثورة تمر بانتكاسة، وأنت تعلم أن كل الثورات مرت بانتكاسات، وهذا ليس أمراً شاذاً أو مستبعداً؟

    قال: أولاً: اسمح لى.. أنا وأنت، والكل يعرف أن، هذه «الثورة المصرية» استثناء، وحالة خاصة فى تاريخ الثورات.. فكل «ثورات العالم».. اعتلى فيها الثوار سدة الحكم، وأمسكوا بزمام الأمور.. وما يخيفنى أن من يحكم الآن لا شأن لهم بالثورة أقصد «بالروح الثورية»، و«الحالة الثورية» القادرة على التغيير الجذرى لنظام فاسد، بائد، متعفن، وبناء نظام جديد نقى طاهر، ونظيف، يجذب إليه ملايين المصريين ليؤيدوه، ويؤازروه، ويتعاونوا معه، فينجح فى بناء دولة عصرية حديثة.

    ثانياً: فى كل الثورات.. كانت هناك المنظومة الأمنية التى يتم تطهير رؤوسها فقط، وبما أن الإصلاح سيشملها وستقتسم ثمار الثورة فتجدها فى خدمة الشعب فوراً، لكن هناك إحساساً عاماً لدى كل شرطى مصرى بأنه مهان، ومتهم، وأن الجيش خطف منه الضوء، وبما أن الجيش هو الذى يحكم فالشرطة لن تتعاون معه إلا إذا أعيدت لهم كرامتهم، وحقهم، وبعض الأضواء التى يستحقونها!!

    ثالثاً: بما أن «المجلس العسكرى» غير مؤهل لإدارة شؤون بلد بحجم مصر، فأداؤه مرتبك، ومهزوز، وملتبس فيظهر وكأنه متواطئ فيساهم فى الانقسام والتشكك، وبما أنهم جزء من النظام السابق فسيظلون دائماً فى دائرة الاتهام والريبة.

    رابعاً: «الحكومة» التى تدير شؤون البلاد.. بعيدة تماماً عن شكل وأداء الحكومات الثورية، لهذا تجد هنالك عدم ثقة، وفقداناً للأمل فى الإصلاح، والمحافظين: أغلبهم لا يصلحون نهائياً لإدارة شعب «ورث» الجهل والفقر والمرض بكل تداعياته، وليس لديهم أى «أدوات» أو «آليات» لتحقيق أى تقدم يذكر.. ولا يجرؤ أحد فى الحكومة، أو المحافظين أو كبار وصغار الموظفين على اتخاذ قرار أو حتى التوقيع خوفاً وتحسباً للمساءلة القانونية، لهذا تجد الدولة مشلولة وعاجزة!!

    خامساً: لديكم أسوأ منظومة تشريعية فى الكون، ونظام بيروقراطى هو الوحيد فى العالم الذى استمر من أيام الدولة النهرية العتيقة التى تخشى التغيير، وتقاوم التحديث، وهذه «البيروقراطية» الضاربة فى الأعماق، والراسخة، والمهيمنة كفيلة بإفشال أى عبقرى، حتى لو اجتمع كل الحائزين على «نوبل» ومعهم كل علماء وخبراء العالم.. والحل هو حرق كل القوانين والتشريعات واللوائح البالية، واستبدالها بمنظومة حديثة ومتطورة تساعدكم فى بناء مصر الجديدة التى تحلمون بها!!

    باختصار: أنتم تحتاجون إلى «ثورة إدارية» لإنجاح ثورة ٢٥ يناير.

    وبدون «ثورة إدارية فورية»، وبدون الروح الثورية فى إدارة شؤون البلاد فسوف تظل ثورة ٢٥ يناير فى الحقيقة ليست ثورة، ولكنها ثورة إلا ٣/٤، مثلها مثل الثورة التونسية بالضبط!

    ونستكمل الحوار الاثنين القادم بإذن الله.








  • موضوع [ حوار مع مستشرق ]
    http://www.facebook.com/topic.php?uid=8486011047&topic=14865

    موضوع [ دروس الثورة الفرنسية ]
    http://www.facebook.com/topic.php?uid=8486011047&topic=16494

الخميس، 11 أغسطس 2011

«كندا».. هى الحل ‏


  • بقلم د. محمود عمارة ٨/ ٨/ ٢٠١١
    -----------------------------------------------


    أرجوك اقرأ هذا المقال الذى نشر بالصفحة نفسها، منذ خمس سنوات بتاريخ ٢٥/٩/٢٠٠٦.. وللأسف مازال هذا الكلام نفسه صالحا حتى الآن!!

    لا أجلس مع أى «ثرى» مصرى إلا ويسألنى عن كيفية الحصول على «جواز سفر كندى» ليس حبا مفاجئاً لـ«شلالات نياجرا» ولا عشقا لشتائها الجليدى الطويل المظلم، ولكن لأن مصر الشمولية ـ باعتمادها على «النظام البوليسى» فى مواجهة معظم المشاكل، وفى ظل غياب رؤية واضحة للمستقبل السياسى ومن «سيحتل» الكرسى الكبير مستقبلا - أصبحت بالنسبة لهم «مخيفة» بل «هوبلس كيس»، وبما أن كندا هى أكبر دولة فى العالم مساحة، وعدد سكانها ٣٠ مليونا، وبها أفضل نظام تأمينى - صحى - اجتماعى عادل، ومن أوائل دول العالم احتراما للإنسان، وأوفرها «فرصا» فى الاستثمار والاستمتاع، وبما أن بقية دول العالم الأول أغلقت أبوابها وشبابيكها أمام الهجرة العربية بعد اعتداءات سبتمبر فى نيويورك، وهجمات لندن، وتفجيرات مدريد - لكل هذه الأسباب طفت «ظاهرة» البحث عن جواز سفر كندى، وللحصول عليه لا يشترط سوى:

    ١- وديعة بأحد البنوك هناك بما يعادل ٦٠٠ ألف دولار كندى، أى ٥٥٠ ألف دولار أمريكى، مجمدة لمدة خمس سنوات.

    ٢- إقامة «مشروع» يخلق فرص عمل لـ٣ «ثلاثة» كنديين.

    ٣- الزواج من كندية، باعتبار أن عدد «الإناث» هناك يقرب من ضعف عدد «الذكور»، والحكومة الكندية شغلها الشاغل إسعاد مواطنيها نساء ورجالا.

    ولا أدرى لماذا أتذكر بعد كل حديث عن «الباسبور الكندى» المقولة الشهيرة للدكتور حسن خضر، آخر وزير للتموين فى مصر، عندما طالب الحكومة بزراعة مليون فدان قمحاً فى كندا بدلا من استيرادنا ٧.٥ مليون طن سنويا، وكيف هوجم من الإعلام، وشبع «تريقة» من رسامى الكاريكاتير، وكان رأيى وقتها أن هذا الرجل عبقرى، ومكشوف عنه الحجاب .. لماذا؟

    لأنه بوجوده داخل المطبخ السياسى لمدة طويلة، اكتشف وتأكد وآمن بأن «حكوماتنا» عاجزة عن توفير المناخ الصحى الجاذب لاستثمارات عالمية أو عربية، وأن مصير القطاع الخاص الناشئ فى ظل نظام «متهرئ» ومناخ «فاسد» سوف يجىء يوم ويتوقف ويهرب من «الخوف» و«القلق» عندما تحدث «المجاعات»، تليها الاضطرابات لمدة خمس سنوات.

    وبناء عليه، كان د. حسن خضر، المكشوف عنه الحجاب، «يرى أن أثرياء مصر سوف يهاجرون حتما إلى كندا بأموالهم وخبراتهم».. فلماذا لا نضرب عصفورين بحجر واحد؟

    أولا: كل «ثرى» مصرى يرغب فى الهجرة إلى كندا، ليحصل على «الباسبورت» عليه أن يفتح مشروعا يستزرع ألف فدان «قمح» أو يزرع «كانولا» لاستخراج الزيت الذى نستورد منه ٩٠% من استهلاكنا السنوى.

    وبما أن سعر الفدان هناك «٥٠٠» خمسمائة دولار، وتكلفة الاستزراع على الأمطار هى «٢٠٠٠» ألفا دولار، والعائد السنوى من الزراعة + تربية النحل والأغنام على المراعى المحيطة المجانية يصل إلى خمسة آلاف دولار معفاة من الضرائب لمدة خمس سنوات + حصوله على دعم لكل «خروف» ٥٠ دولارا، ولكل «عجل أو بقرة» مائة دولار + دعم للتصدير بالقيمة نفسها.. إذن سيسترد استثماراته الإجمالية من أول سنة، وهذا لا يحدث سوى فى كندا!!

    ثانياً: كل «ثرى» ليستزرع ألف فدان سيحتاج مهندسين ومشرفين وعمالاً بالقطع، سيستقطب مصريين فى حدود «خمسين»، وبالتالى إذا تصورنا أن هناك «مليون ثرى مصرى راغبين فى الهجرة إلى كندا×٥٠ = خمسين مليون مصرى سيهاجرون إلى كندا، ليبقى فى مصر ذوو الاحتياجات الخاصة، و«الخرس» الذين لا يسمعون ولا ينطقون، ولا يشاركون فى مظاهرات تقول: «كفاية».. «مش هنسكت».. «شايفينكوا» يا حرامية.

    وفى الحالتين ستستريح الحكومة من «قرف» المصريين وقلة أدبهم، كما يمكنها أن «تشحت» بسهولة على العشرين مليون الباقيين: معونات - هبات - مساعدات «تنغنغ» هؤلاء «الباقيين» وستعمل الحكومة جاهدة لإسعادهم وإرضائهم حتى لا يطلبوا من «أقرانهم» المصريين الكنديين «الجدد» الضغط على حكومة كندا وتمنحهم جميعا «باسبورتات» ليبقى فى مصر فقط عصابة المائة لا تجد من يحكموه أو يتحكموا فيه ولا يبقى لهؤلاء «القراصنة» سوى فتح أبواب الهجرة لمصر أمام أبناء دارفور وإخواننا من «بنجلاديش» و«سيراليون».. وهكذا «نغير» شعب مصر بعد أن فشلنا وعجزنا عن تغيير النظام الذى «سيورث» الجمهورية، ولكن «بالقانون»، والترزية جاهزون للتفصيل على المقاس «وكله بالقانون»!!

    باختصار: هذه «الظاهرة» ـ ظاهرة البحث عن «باسبورتات» كندية ـ هى تعبير عن حالة الخوف والقلق الذى يعيشه الآن أغلبية القادرين ومن يملكون «ترف» الاختيار.

    ورأيى الشخصى بعد تجربتى الطويلة فى بلاد المهجر أن الحياة فى مصر، رغم كل «المنغصات» و«وجع القلب» و«القرف» من سلوكيات بعض البشر، ومن «المناخ» الفاسد الذى صنعه النظام «تراكميا»، ومن غموض المستقبل وعدم الشفافية والتعتيم.. تظل الحياة فى مصر بلدنا أفضل من الحياة فى أى بلد آخر. «صدقونى».. فقط علينا الإصرار على التغيير، وألا نيأس أبدا، ويتحول كل منا إلى «نملة» فى أذن «الفيل»!!

    وللأسف، عاد هذا السؤال من جديد، والكل الآن باحث عن باسبور أجنبى.. فما هو قولك: هل أنت من الباحثين عن جواز سفر كندى حتى بعد الثورة، أم أنت جالس معنا مهما زادت حالة الفوضى والبلطجة والخوف.. ومهما كانت حالة الضعف والهزال والشلل الحكومى.. ومهما استمرت حالة الالتباس والتخاذل والارتباك بالمجلس العسكرى.. ومهما استمرأ الشعب حالة الكسل، والفهلوة، وعدم الانضباط؟!

    ملحوظة: مازلت عند وعدى بكتابة «السيناريو الأبيض» بعد العيد مباشرة.

الجمعة، 5 أغسطس 2011

حوار مع سائق تاكسى‏

  • بقلم د. محمود عمارة ١/ ٨/ ٢٠١١
    ---------------------------------------------

    منذ بداية الأيام الأولى لثورة ٢٥ يناير وأنا أستخدم «التاكسيات» كثيراً فى تنقلاتى، والغرض هو: التعرف على ما يقال بالشارع، ورأى الناس، وسماع الشائعات بكل ما فيها من أكاذيب وحقائق.. وأحيانا أسمع تحليلات من سائقى التاكسى يعجز عنها معظم محللينا من فرقة المحتكرين للشاشات ليل نهار وهات يا زعيق، وهرتلة، وكلام مليان وكلام فارغ!!

    وها هو الحوار الذى دار أمس الأول مع «سائق» حملنى من التحرير إلى ما قبل «طرة»، عند المدخل الثانى للمعادى:

    السائق: أنا شفت حضرتك قبل كده، مش عارف فين؟.. عموماً أنا كان راكب معايا قبل سيادتك راجل كبير، وشكله بيفهم أوى فى السياسة، وقعدنا من مصر الجديدة لغاية التحرير نتكلم فى أحوال البلد، (على فكرة أنا معايا بكالوريوس تجارة)، بس الراجل دا قالى كلام جامد أوى، وعايز آخد رأى سيادتك فيه: هو صحيح «المجلس العسكرى» هيستولى على السلطة، ومش هيسيب الحكم؟؟

    قلت له بنرفزة: يا عم إنت راجل متعلم، ومتابع كل حاجة زى ما بتقول.. أمَّال الناس الجهلة تقول إيه؟.. إذا كان الجيش من أول يوم أعلن إنه مش طامع فى السلطة، وحتى المشير بعضمة لسانه قال: إحنا عايزين نرجع لشغلنا وثكناتنا النهارده قبل بكرة،.. يبقى إيه لازمة الإشاعات، والكلام الفارغ ده؟

    السائق: بالراحة عليا يا باشا.. أنا هعيد على حضرتك الكلام اللى الراجل قاله.. وقال لى: الأيام بيننا وبكرة هتشوف، وابقى افتكرنى. قال لك إيه؟ قال: إن الجيش اعترف إنه كان بيجهز لانقلاب على حسنى مبارك فى سبتمبر إذا حاول توريث الكرسى لجمال.. يعنى كان عندهم «خطة» يديروا البلد إزاى.

    قلتله: وبعدين؟

    قال: يعنى كانوا جاهزين ومستعدين ولا إيه؟، وأهى جتلهم الفرصة.. شوف بقى أول حاجة عملوها إيه: إنهم بدأوا بمغازلة «الإخوان» والتيارات الإسلامية، والدليل إنهم فى أول لجنة شكلوها جابوا رئيسها طارق البشرى، وكمان صبحى صالح، لأنهم عارفين إن الإخوان هيخافوا من تجربة ٥٤ بعد الثورة وخطورة الصدام مع الجيش، وجتلهم «فرصة العمر» إن الجيش أهه اعترف بيهم وإداهم أكتر من حقهم، عشان كده تلاقى «الإخوان» بكل تياراتهم مع المجلس العسكرى قلباً وقالباً، وهو محمى بيهم دلوقتى.

    وقاطعته: مهو كل دا معروف ومفيش عليه خلاف.. إيه الجديد؟

    الجديد: إن المجلس العسكرى بقى معاه «سند» كبير، واعتبر إن الاستفتا بـ٧٨% لصالح شرعيته وليس على التسع مواد، والدليل إنه بعد ما أخد الشرعية ضاف ٥٩ أو ٥٦ مادة من عنده لإحساسه إنه خد خلاص الشرعية يعمل زى ما هو عايز.

    يا عم إنجز:

    يا باشا حلمك عليا، وهقولك الراجل قال إيه كمان: كده، المجلس العسكرى بقى معاه الشرعية، وبقى معاه كمان كل التيارات الإسلامية اللى هيكتسحوا الانتخابات بكراتين الزيت والسمنة، وبالخدمات المجانية، وبالفلوس، وبالخطاب الدينى فى الجوامع اللى بيشيعوا فيها إن كل ثوار التحرير والقوميين والاشتراكيين والشيوعيين والليبراليين دول كلهم ضد الشريعة، وعملاء للغرب، وبيحاربوا الإسلام، وبيقبضوا من الأجانب، والمسيحيين كمان بيستقووا بالأمريكان.

    خد بقى الكلام الجامد: بيقول ماتنساش إن المجلس العسكرى فى خطته الانقلابية على جمال وأبوه كان لازم يبدأ «بكسر» الشرطة لأنها كانت مع جمال.. علشان كده أول حاجة عملوها إنهم سابوا الشرطة تقع، والأقسام تتحرق، وأمن الدولة يتمسح بيه الأرض، والشرطة عارفة وساكتة دلوقتى، لكن بعد شوية لما الخلافات هتزيد بين بعض الشباب المتهورين وبين الجيش، جايز يضربوا ضباط وعساكر الجيش فى الشارع، يبقى ممكن المضارين من قيادات الشرطة واللى أحالوهم معاش «هيطلعولهم» البلطجية ويندسوا مع الشباب وتحصل معركة مع الجيش، والموضوع يكبر ويفلت من الكل، وقاطعته: إيه يا عم الكلام ده؟.. فين السؤال؟

    السؤال: ماذا لو أن المجلس العسكرى إذا لقى إن البلد هتبوظ.. وأديك شايف.. البلد سايبة ومفيش دولة، ومحدش خايف من حد، والبلطجية واخدين راحتهم، والإخوان مع قرايب ونسايب الفلول هيكسبوا انتخابات مجلس الشعب، والاقتصاد فى الباى باى، والاحتياطى النقدى خلص.. هيحصل إن المجلس العسكرى بحجة إن البلد هتروح فى داهية إنه يؤجل انتخابات رئيس الجمهورية لسنة ٢٠١٤ اللى أصلا محددلهاش تاريخ.. وبعدين يبقى يشوف. وسألته: وإيه مصلحة المجلس العسكرى بأنه يحتفظ بالسلطة؟

    قال بتهكم: يعنى بعد تجربة أردوغان فى تركيا ومحاكمته للجنرالات هناك وكسر أنف الجيش، وبعد ما شافوا حسنى مبارك وولاده وحبيب العادلى ورئيس أمن الدولة يتبولون على نفسهم خوفاً من الإعدام.. وإن مبقاش فيه حد كبير ع الشعب.. وإن ممكن ييجى رئيس للجمهورية دكر، والشباب يطلع بالملايين فى الميادين يطالب بمحاكمة بعض أعضاء المجلس العسكرى لأى سبب، ده غير إن السلطة محدش بيسيبها بسهولة، وإدينى إنت مثل لجيش كان معاه السلطة وببساطة كده سلمها لمدنيين، خللى بالك أنا مابقُولشى إنهم طمعانين فى الكراسى.. لأ.. أنا بقول: إن البلد لما هتبوظ، (لأن كله سايبها تبوظ).. يبقى السيناريوهات كلها مفتوحة من تمويل أجنبى، عربى، تدخلات أمريكية، إسرائيلية. إقليمية، وأصحاب مصالح، مع قوة تيار الإخوان، وهزيمة ساحقة لممثلى الثورة، وإحساسهم إن الثورة اتخطفت منهم.. مع الصدامات والقتل اللى ممكن يحصل وقت الانتخابات، وتصفية الحسابات من الفلول والشرطة، والثوار، وحزب الكنبة، والمأجورين، والحمقى، والمجانين من بعض السلفيين يمكن إن الأمور تتعقد، وتتكعبل، فالناس تطلع تناشد الجيش يمسك البلد وبكده ميبقاش فيه رئيس.. ومن هنا لـ٢٠١٤ ياما فى الجراب يا حاوى؟؟!!.. ومين عالم إيه اللى ممكن يحصل ثورة ثانية وثالثة، ولا ثورة جياع تبقى آخر فصول المسرحية، ومين هيخطف المركب فى النهاية؟؟

    ونزلت من التاكسى وقلت بهزار: دا السيناريو الإسود اللى ممكن يودينا فى ٦٠ داهية.. لكن لو انتظرتنى فى نفس المكان لغاية بعد العيد، هقول لك السيناريو «الأبيض» اللى ممكن يودينا تركيا أو ماليزيا!!

    وكل رمضان وأنتم بخير!!

    french_group@hotmail.com

د.محمود عمارة [ والمنطق الإقتصادي ]

الجمعة، 29 يوليو 2011

وزير للزراعة.. «كومبارس»‏


  • بقلم د.محمود عمارة ٢٥/ ٧/ ٢٠١١

    --------------------------------------------

    إجازة أسبوعان على ظهر سفينة «كروز» بالبحر المتوسط. بدأت الرحلة يوم الاثنين ١١/٧ من «نابولى» بإيطاليا، لنصل إلى جزيرة «بالريما» لمدة يوم.. ومنها إلى «تونس» التى مازالت تعيش حبيسة الماضى، بعناوين صحفها وتحقيقاتها التى مازالت تتحدث عن ديكتاتورية بن على وفساد زوجته وعائلتها.. ولا تجد بها مقالاً واحداً يحمل فكرة أو مبادرة للمستقبل!!


    على مقهى بـ«سيدى بوسعيد» دخلت فى حوار مع بعض الشباب التونسى الفخورين بأنهم أول من أشعل فتيل الثورات العربية.. وفى الوقت نفسه يعتبرون «الثورة المصرية» هى الرائدة والنموذج الذى سيؤدى فى النهاية إلى النجاح بالتغيير الجذرى لمنظومة الحكم بكل الدول العربية.. أو الفشل بإعادة إنتاج «نظام مباركى»، أو «بن على» بثوب مختلف.. ولهذا فالكل هناك ينتظر النتائج والإلهامات والأفكار والخطى للشباب المصرى كى ينيروا لهم الطريق!!


    فجأة: تليفون من مصر: نقول مبروك؟.. على إيه؟

    شباب الثورة رشحك «وزيراً للزراعة» فى حكومة شرف الثانية ومنشور ذلك على بوابة الأهرام واليوم السابع ومصراوى.. ثم مكالمة تالتة وعاشرة من كثيرين.. كل واحد فيهم يؤكد أنه رشحك لهذا المنصب ثم مكالمة طويلة من صديقى د.صلاح الغزالى حرب انقطعت بعد خمس دقائق بغضبه من رفضى هذا الترشيح إلا إذا وافق أولو الأمر على طلباتى التى ستمكننى من تنفيذ أفكارى التى بح صوتى بها خلال السنوات العشر،

    وملخصها:
    ------------

    أولاً: « لا بد أن أعرف توصيف وظيفتى كوزير أى الـ job description.. لأتأكد من أن المطلوب ليس وزيرا لتسيير الأعمال.. بمعنى الحضور يوميا لديوان الوزارة فى مواعيد العمل الرسمية للتوقيع على البوسطة، واستقبال المهنئين وبعض أصحاب الطلبات، وللظهور مساء على الفضائيات حتى تنتهى الأربعة أشهر، ويا دار ما دخلك شر!!

    أم أننى «وزير زراعة» جد بجد، وبحق وحقيقى.. خاصة أن هذه الوزارة بالذات هى أهم وأخطر وأعقد وزارة فى مصر.. بنجاحها يمكننا أن ننهض بالوطن كما فعلت إسبانيا بجعلها مع السياحة جناحى الطيران للعالمية.. ومن خلالها يمكن تفادى أى احتمال «للمجاعة» التى تهدد مستقبل الثورة المصرية إذا طال زمن الخلافات والانشقاقات والصراعات السياسية التى نراها بوضوح الآن!!

    باختصار :
    -----------
    وزارة الزراعة فى مصر قبل أن تحتاج لوزير لديه كفاءة ورؤية وقدرة.. فهى تحتاج إلى عدد من التشريعات والقوانين التى تمكن «متخذى» القرار من أداء عملهم بعيدا عن الخوف والرعشة والتهرب من التوقيع على أى ورقة .. خاصة أن كل القوانين الحاكمة للمنظومة الزراعية بلا استثناء قد تم تعديلها عشرات المرات، لدرجة أنه بنفس القانون يمكنك أن تنهض وتتفوق وتحقق إنجازات ونجاحات تجعلك بطلا قوميا، ولكن فى نفس الوقت بنفس القانون يمكن محاكمتك وحبسك وتجريسك، وآخر الأمثلة الدالة: ما حدث الأسبوع الماضى مع شريف الشرفاء اللواء محمود عبدالبر..

    وبغير تعديل لبعض هذه القوانين من المجلس العسكرى، فلن يستطيع أى عبقرى أن يجبر أحد معاونيه على التوقيع لأى طلب مشروع وقانونى مائة فى المائة.. ولهذا سوف تتدهور أحوال الزراعة يوما بعد يوم.. مما سينذر بارتفاع عشوائى لأسعار السلع الغذائية سوف نكتوى به فى الأسابيع القادمة، وأخشى ما أخشاه هو «ثورة الجياع» التى يمكن أن تقضى على أى أمل أو مشروع للنهضة!!

    ثانياً :
    ------
    وبما أننى مستثمر بالزراعة فأين القانون الذى يحدد، ويفصل، ويمنع تضارب المصالح لنتحاسب بناء عليه؟

    ورغم ذلك.. سألت نفسى: ماذا لو أنهم وافقوا على مطالبك، وأعطوك الصلاحيات والأختام.. فماذا أنت فاعل؟

    وبدأت أتلقى بعض الاتصالات من شيوخ المهنة، وبعض ممن تولوا مناصب بالوزارة سابقا من الذين أبعدهم أمين أباظة لمقاومتهم الفساد، واتصلت بمن أثق فى خبراتهم وآرائهم ووطنيتهم.. وانتهينا إلى:

    عمل خلية نحل.. أو «مجلس حرب» يتكون من مجموعة عمل «متطوعين» من نشطاء الفلاحين المعروفين ومن كبار المزارعين ومن المصدرين والمستوردين ومن الخبراء ومن شباب الخريجين، والصيادين، ومربى الماشية، وأصحاب مزارع الدواجن، وبعض المستشارين للعمل ٢٤ ساعة متواصلة بالتناوب!!

    أولها: «مجموعة إطفاء حرائق».. للكشف عن أسباب اختفاء الأسمدة وغش المبيدات.. وعدم وصول المياه لنهايات الترع.. لمقاومة الآفات والجراد و.. و.. و.. ثم مجموعة من المصدرين مع بعض المحامين الدوليين لمواجهة الجريمة والفضيحة التى أُلصقت بالبذور المصرية المصابة بالأى كولاى، والتى تسببت فى منع الاتحاد الأوروبى للمنتجات الزراعية المصرية مثال (الفاصوليا الخضراء وحدها نصدر منها «بمليار جنيه»).. فما بالك ببقية الأنواع.. وماذا لو امتد الحظر إلى البطاطس المصرية؟؟.. وما موقف الصادرات الزراعية المصرية التى وصلت إلى ٢٥ مليار جنيه؟؟!!!

    و«مجموعة للإرشاد» للنزول إلى كل المحافظات لتفعيل دور الجمعيات الزراعية والتعاونيات وبنوك القرية.. ومجموعة لتنمية فورية للثروة السمكية التى تظهر نتائجها فى أقل من ٨ شهور لتصبح وجبة الأسماك النيلية متاحة للأغلبية.. وهكذا بكل قطاع.. وكل ذلك فى إطار خطة، واستراتيجية، ومنظومة، وسياسات معروفة لكل الخبراء.

    ولم يصلنى رد من د.عصام شرف، رغم أنه طلبنى مرتين تليفونيا بعد توليه رئاسة الوزارة يطلب منى بأدبه الجم التعاون مع الحكومة وقد فعلت، وسأظل متعاونا بطريقتى وهى «التطوع» بعيداً عن كل المسميات والألقاب أو المناصب.

    اضطررت لسرد بعض هذه التفاصيل للرد على الذين انتقدونى بالفيس بوك، واتهمونى بأننى خذلت الثوار برفضى الترشح.. والحقيقة التى يجب أن يعرفها كل هؤلاء الأعزاء وغيرهم هى: أننى لن أقبل أبدا أن أكون «خيال مآتة» بدرجة وزير، ولن أقبل المشاركة بدور «الكومبارس» فى مسرحية هزلية.. أخشى أن تصل بنا إلى الهاوية.

    فالمطلوب من وجهة نظرى الآن: حكومة إنقاذ وطنى حادة وحاسمة..مع مجلس حرب بكل وزارة يعمل ٢٤ ساعة متواصلة.. ومجلس عسكرى لديه رؤية، وعزيمة، وجدية، وشفافية، وحيادية.. بعد أن مللنا من هذا المسلسل الملتبس والمرفوض.

    الشعب يريد إنجاح الثورة، وليس إفشالها.

    french_group@hotmail.com

د.محمود عمارة [ ومشروع نهر الأهرام ]

د.محمود عمارة [ وبرنامج أنا المصري جزء 4 ]

د.محمود عمارة [ وبرنامج أنا المصري جزء 3 ]

د.محمود عمارة [ وبرنامج أنا المصري جزء 2 ]

د.محمود عمارة [ وبرنامج أنا المصري جزء 1 ]

الجمعة، 22 يوليو 2011

د.محمود عمارة في العاشرة مساء وحديث عن [ بنك الأفكار ]

قال د.عماره خلال النصف الأول من عام 2011 م



  • ٢- لو أننا نفذنا ما نحن قادرون على فعله.. لصعقنا أنفسنا.

    ٣- النجاح فى الحياة لا يكون فقط نجاحاً مادياً بحتاً.. ولا نحصل عليه فقط بالقوة والصحة الجيدة.. وليس بعدد الأصدقاء.. أو بنيل أعلى الشهادات العلمية.. فكل ما ذكرناه منفرداً هو جزء من منظومة النجاح فى الدنيا.. والنجاح الحقيقى الكامل هو «النجاح المتزن»، الذى يشمل كل جوانب الحياة، (الجانب الروحى.. العلاقات الشخصية والأسرية.. المستقبل المهنى.. الاستقرار المالى.. بالإضافة إلى الصحة النفسية والبدنية)!!

    ٤- وأخيراً.. (بدون «أهداف» ستعيش حياتك متنقلاً من «مشكلة» لأخرى.. بدلاً من التنقل من «فرصة» لأخرى)!! مع خالص تمنياتى.. وعقبال كل سنة لأتذكر، وأذكركم.

    ==================================================

    شكراً لأهل تونس الحرة.. الذين انتفضوا على عصابة «السُّراق» من لصوص العائلة والحاشية، وآل كابونى من الطرابلسية، والسؤال الآن: من عليه الدور يا ترى؟

    ==================================================

    ١ - تعديل المادة ٧٧ لتصبح مدة الرئاسة فترتين فقط لا غير ليتم تداول السلطة.

    ٢ - ألا يرشح نفسه هذا العام.. حتى نتفرغ لباقى التحديات، ولوضع إستراتيجية للنهضة الشاملة التى نملك لها كل الإمكانيات والمقومات والموارد والميزات والمميزات التى لا يختلف عليها اثنان.

    وبغير ذلك سيصبح الوطن فى مهب الريح

    ==================================================

    لو كان الرئيس حسنى مبارك أو حاشيته لو كان يقرأ ما كنا نكتبه لما جرى ما جرى الآن وهذا المقال تشرنه بالحرف قبل شهور طويلة، وأعيد نشره مرة أخرى.

    ==================================================

    أننا لم نستفد من إمكانيات وخبرات ومدخرات المصريين بالخارج التى ليست لها حدود، والدليل أن تحويلاتهم النقدية المباشرة فقط وصلت إلى ٨ مليارات دولار فى العام الماضى وحده، مما يعنى أن المغتربين ثروة علمية ومالية، وخبرات يمكنها أن تغير خريطة مصر الجغرافية، وتسهم بشكل مؤثر وواضح فى مستقبلنا..

    ==================================================

    أين حسنى مبارك؟

    ==================================================

    ١ - للشباب الثائر أقول: اصبروا، وثقوا بالمجلس العسكرى، وأعطوا بعض الوقت للحكومة لتحقق أهداف الثورة بأقل تكلفة ممكنة

    ==================================================

    عنوان المراسلة لمن لديه اقتراح يرغب فى إيداعه البنك هو:

    www.ideas.cabinet.gov.eg
    www.innovate.cabinet.gov.eg
    www.afkar.cabinet.gov.eg

    ==================================================

    يا دكتور شرف: «اشخط فينا»

    ==================================================

    ارفع راسك فوق.. إنت مصرى» لأننا نضحك على أنفسنا عندما نردد هذا الشعار صباحا، وفى المساء «نشحت»، «ونتسول»، ونمد أيدينا.. ونحن قادرون على أن نصبح أحرارا بحق وحقيقى

    ==================================================

    السؤال: هيَّه مصر ناقصة إيه؟

    ==================================================

    «لدينا مشروعات» و«مبادرات» مدروسة الجدوى فى كل القطاعات، كافية لقيام «النهضة الشاملة»، تحتاج منا «حوارات» لنتفق على ترتيب أولوياتها، فى ظل «رؤى» متكاملة، وبمسؤولية وطنية بعيداً عن المهاترات.. لنضع «خارطة الطريق»، فتصبح جاهزة للتنفيذ بمجرد اكتمال البناء السياسى، وانتخاب المجلس التشريعى، واختيار الرئيس القادم، وما يمكن تنفيذه الآن فهو «خير وبركة»، وسأظل «أراهن على أحفاد الفراعنة» القادرين على بناء «مصر الحديثة».

    ==================================================

    زراعة الأمل
  • من حقنا أن نفرح ، ونغنى، ونرقص.. ومن حقنا أن «نفخر» بأن أحفاد الفراعنة قدموا للعالم «أطهر ثورة سلمية» فى تاريخ البشرية مثلما قدم أجدادنا أعظم حضارة للإنسانية.. ومن حقنا أن نراقب لنتأكد من أننا على الطريق الصحيح.. ومن حقنا ملاحقة الفاسدين لاستعادة كل مليم من المليارات المسروقة.. ولكن ليس من حقنا أن نضيع دقيقة واحدة من مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة بعد أن ضاع ستون عاما.

    وبناء عليه: أصبح من واجب كل مواطن منا أن يبدأ بنفسه فلم يعد هناك حجج من أمثلة «البلد بلدهم».. «وأنا مالى».. «مش أنا اللى هغير الكون».. «أصل مفيش فايدة».. وباقى الأمثال المحبطة التى يتشدق بها كل المحبطين!! اليوم.. عاد الأمل.. ودبَّت الحياة فى الجسد المصرى.. وأرواح الشهداء تطوف حولنا تراقبنا لترى ماذا نحن فاعلون.

    [ أفضل ما قيل بعد الثورة ]

رأى الفلول.. «جمع فلَّة»‏





  • بقلم د.محمود عمارة ١١/ ٧/ ٢٠١١
    ----------------------------------------------


    الزمان: صباح الجمعة الماضى ٨/٧

    المكان: فوق السحاب، على متن طائرة تركية، بين إسطنبول وميلانو.

    جلست بالصف الأول بجوار النافذة، ومن خلفى ٣ كراسى يحتلها مصريون لا أعرفهم.. يتحدثون بصوت عال، فهمت أنهم رجال أعمال من المستوردين أقمشة، وإكسسوارات.. أحدهم عضو مجلس شعب وطنى سابق.. والآخران يمتلكان مصنعين أحدهما بالمحلة الكبرى، والآخر بالعاشر من رمضان، وكعادة معظم المصريين.. بدأوا الحديث فى موضوع، ثم انتقلوا إلى موضوع ثان، فثالث.. وانتهوا بالحديث عما يجرى فى مصر!!

    الجالس خلفى مباشرة: ربنا يستر، وشوية العيال اللى هيتظاهروا النهارده فى ميدان التحرير، مايحرقوش البلد، شوية العيال اللى بيقولوا علينا «فلول»، وعاملين نفسهم «ثوار» بجد، وهمه شوية «أرزقية»..

    مكانش لهم لازمة فى المجتمع، ودلوقتى بيطلعوا فى التليفزيوينات يشتموا اللى همه عاوزينه، ويحاكموا أى حد على مزاجهم، لا عاجبهم قضا، ولا نيابة، ولا الحكومة مالية عينهم، وعصام شرف بتاعهم عمل إيه يعنى؟، وآدى حال البلد يصعب على الكافر، وماتفهمش ليه المجلس العسكرى سايبهم طايحين فى الناس، ومحدش قادر عليهم!!

    فلَّة (٢): تصدق بالله.. أنا لو مكان المجلس العسكرى ده، لكنت مسكتهم واحد، واحد، ورمتهم فى السجن الحربى لغاية ما يعرفوا إن الله حق.. دول شوية خنافس.. العيل منهم لو قطعت عنه الميه والنور، وضربته «قلمين»، وبات ليلتين على البلاط هيحرَّم يطلع الشارع.. دول أصلهم ما تعبوش فى حاجة.. أهاليهم مش فاضيين لهم، وأغلبهم أبوه فى السعودية أو الكويت، وكل شهر تحويلات، ما اتبهدلوش، ولا حاسين، ولا فاهمين إن ممكن يضيعوا البلد، ونروح كلنا فى ستين داهية!!

    فلَّة (٣) الجالس على الطرف: اضطرنى أطرطق ودانى، ومسكت نفسى من الرد عليه، عندما قال: «حبيب العادلى».. ابن... هو السبب فى كل اللى جرى.. دا لو كان عمل زى رجالة بشار، وسحل خمستلاف فى الشوارع.. كان الباقى جرى زى «الفيران».. لكن ابن... كان نايم فى العسل هوّه وبتوع أمن الدولة.. نسوان، وفلوس، ودهب.. وشوية لمامة حواليه، كل واحد فيهم كان قاعد بيشوف مصالحه.. حتة أرض هنا على شاليه هناك، على شوية صيغة.. دا بيقولك: كانوا بينزلوا يلموا من الصاغة لحسابه كل أسبوع ١٠ كيلو دهب، ومدير مكتبه- إنت عارفه- الواد البغل ده، اللى اسمه «باسم» كان بيسافر كل أسبوع سويسرا، وباريس، ولندن يورَّد «الدهب» فى خزاين هناك، وتانى يوم يرجع.. واحد صاحبى ضابط كبير فى الجوازات طلَّع كشف تحركات لسفر «باسم» ده، لقاه مسافر ١٨٠ مرة لأوروبا، وتركيا، وأمريكا فى الـ٣ سنين اللى فاتت!!

    فلَّة (١): هوه مش بس «حبيب العادلى» اللى يستاهل الإعدام.. لأ.. كمان «أحمد عز» اللى خربها، وجاب عاليها واطيها، والراجل الكبير يا عينى جه فى الآخر، وبقى زى الشخشيخة فى إيد زكريا عزمى، وصفوت الشريف، وجمال عبدالعزيز، و«ابنه».. الواد المجنون ده ساب نفسه لشوية حرامية حواليه، و«الولية» القرشانة دى كمان هيَّه اللى خيبت الدنيا لما وقفت مع ابنها ضد رأى الراجل.

    فلَّة (٢) مقاطعاً: راجل مين، دا راجل «حمار»، والولية هابلة، وابنهم الكبير باين عليه مابيفهمش غير فى لم الفلوس، كان يقدر ينصح أمه، ولاَّ يقف مع أبوه ينصحه إن جمال ما ينفعش، والناس كلها كرهاه.. كان عندهم مية فرصة.. وكان الراجل طلع بطل، وكانوا سافروا بره يتمتعوا بالمليارات دى.. دا حتى الراجل من خيبته وغطرسته بعد ما اتنحى، وجمال كان سافر لندن ينقل أملاكهم.. يقوم يتصل بيه ويقوله: ارجع يا جمال، ومتخافش محدش يقدر يمس شعرة مننا.. مكانش «الحمار» يسيبه هناك.. على الأقل كان عرف يدافع عنهم النهارده.

    فلَّة (٣): بقولك إيه.. برضه كل ده كوم.. واللى عملوه «العيال» بتوع الثورة كوم تانى.. لأن آهى البلد كانت ماشية، وكنا بنكسب ومبسوطين، والناس كانت حامدة ربنا، ماعدا شوية «لفاندية» الناصريين على الشيوعيين على الكلامنجية همه اللى ولعوا البلد.. كل ليلة فى البرامج يسخنوا الناس، والصحافة إياها «تولع» فى البلد، وكلهم كانوا إيه خمس برامج على جرنالين تلاتة كانوا يقدروا يقفلوهم بأى حجة!!

    فلَّة (٢): ياعم بقولك إيه.. بلا برامج بلا بتاع.. إحنا دلوقتى فى شوية العيال دول اللى ممكن يخربوا البلد، ويوقفوا حالنا.. مظاهرات، واعتصامات، وبلاغات، إحنا لما نرجع مصر الأسبوع الجاى لازم نشوف حل.. إنت عارف اللوا حسنين بتاع المخابرات مستعد يتفاهم معانا، واللواء سعيد بتاع أمن الدولة قال لى: لو إنتوا رجالة وخايفين على مصالحكم.. ادفعوا قرشين للعيال البلطجية ولو كل واحد له مصالح دفع قرشين هنخلى ليلة أبوهم سودة، وإحنا ملناش دعوة.. همه البلطجية اللى يخلصوا الموضوع.. لو كل مرة العيال دى تطلع الشارع نسيب عليهم المسجلين هيقطعوهم حتت.. وشوية المذيعين الجداد اللى بيهيجوا الناس نشوف لهم حل!!

    فلَّة (١): بص بقى.. خلينا نشوف المجلس العسكرى ده هيتصرف معاهم ازاى.. همه ١٠٠٪ هيقلوا أدبهم على المشير وأعضاء المجلس.. ودول عسكر، ومش هيستحملوا كتير.. إما هيخبطوا فى بعض، يا إما هيوروهم العين الحمرا.. واصبر بس لغاية الانتخابات فى سبتمبر، وهتشوف الفضايح والجُرس، والخناقات، وضرب النار، والبلطجية، والدنيا هتزيط، وأكيد هيحصل مشاكل بالهبل بين الإخوان والشباب وغيرهم..

    وعلى فكرة أنا نازل تانى الانتخابات «مستقل» وهنجح، وزيى كتير، وشرفى لنخلى العيال دى تندم على اليوم اللى اتولدوا فيه.. وحياة أمهم ليتعدموا فى ميدان التحرير، والشعب كله بعد ما الدنيا تخرب عليه، هيطلع الشارع يمسكهم من قفاهم واحد واحد، وساعتها مش هتلاقى واحد يقولك «ثوار».. ثوار إيه، ولاد... دول خربوا البلد، ودلوقتى كل واحد فيهم بيشوف مصلحته.. اللى عمل حزب، واللى عمل ائتلاف، واللى بقى مذيع ونجم، واللى طالع فى كل البرامج حاطط رجل على رجل، واحنا بيوتنا تتخرب، ونسرح العمال، ونلبس طرح، ولا نهاجر فى السن دى، وأعلنت المضيفة بصوتها الأخنف ضرورة ربط حزام المقعد، استعداداً للهبوط فى ميلانو!!

    هذا هو رأى «الفلول».. الذى لا يعبر عنه أحد مكتوباً.. أما رأى «الثوار» فهو معروف، ومعلن، وعليهم الوحدة، والتجمع، وعمل خارطة طريق، قبل أن يتجمع عليهم كل الفلول.. وهم بالملايين، وفى كل مكان!!

    وربنا فى عونك يا مصر .. يا أم الدنيا!!

    french_group@hotmail.com

الأحد، 10 يوليو 2011

د.محمود عمارة [ ولقاء مع برنامج ممكن بقناة CbC ]

إعدام الثوار‏




  • بقلم د.محمود عمارة ٤/ ٧/ ٢٠١١
    =======================

    مضطر آسفاً لقطع سلسلة «زراعة الأمل»، التى بدأتها بعد الثورة، ومنعت نفسى من أى نقد، أو إبداء رأى باعتبار أن البلد عاد بلدنا، والمسؤولية الوطنية تحتم علينا لم الشمل، والوقوف صفاً واحداً لبناء مصر الحديثة، لكن ما يحدث أمامنا من تخاذل، وغموض، وارتباك، وتباطؤ يصل أحياناً إلى حد شبهة التواطؤ، بعد سقوط رأس النظام مباشرة، واخترت عنوان المحاضرة «إعدام الثوار»!

    عندما دعانى صديقى الإعلامى أحمد منصور بمنزله للحديث مع خمسين شاباً من رموز « ثوار التحرير »، بعد أسبوعين من خلع حسنى مبارك، تعمدت هذا العنوان الصادم الذى أدهش صديقى، واستنكره البعض وقتها، لأنهم كانوا فى عز نشوتهم بالانتصار، وإحساسهم بالعمل البطولى الذى قدموه.. وجاء أول سؤال: لماذا هذا العنوان بالذات؟

    وكانت إجابتى:
    -----------------

    اقرأوا تاريخ الثورات، وأولاها الثورة الفرنسية، لتعرفوا «الكتالوج» أو خارطة الطريق، والتطورات والمفاجآت التى حدثت، والنهايات الحزينة التى جرت، بسبب الأخطاء والخطايا التى ارتكبها الجميع، والتى انتهت بـ«إعدام الثوار» فى ميدان الباستيل، وبنفس المقصلة التى قطعوا بها رأس الملك ورأس زوجته، بعد أن عمَّت حالة الفوضى، وانتشر البلطجية وقطّاع الطرق والخارجون على القانون، وأحس الناس بضياع أمنهم، واغتصاب ممتلكاتهم، وانهيار طموحاتهم، والخوف على مستقبلهم، الجماهير من العامة التى ظنت أن مجرد الخلاص من الملك وحاشيته ستجبر السماء على أن تمطر ذهباً..

    ولم تمطر إلاَّ الفقر، وارتفاع لتكاليف المعيشة، بعد أن انشغل «الثوار» بتقسيم التورتة، وانقسموا على أنفسهم، وتصارعواعلى الصفوف الأولى، ونسوا أن هناك آلاف المضارين من الثورة، وآلافاً من الحاقدين عليهم، وملايين من الفقراء لا يعنيهم سوى تأمين عشائهم وقوت يومهم، فنجح «الفلول» فى جذبهم يوماً بعد يوم، وفى ظل غياب الدولة، ساد قانون الغابة والمصلحة المباشرة، بعد أن دخلت البلاد فى حالة ضبابية، واسودت الدنيا أمام ملايين العامة التى نست ما كان يفعله الملك والنبلاء والأمراء من تنكيل وإهانة وإفقار، وتجهيل، واستعباد، وبدأوا فى التململ، والكراهية للثوار، ودخلت فرنسا كلها فى حروب أهلية استمرت ٢٠ سنة، وانتهت القصة بالاتفاق على تنصيب لويس نابليون بونابرت رئيساً لأول جمهورية هناك!

    هذا هو ما قلته ونبهت وحذرت من تفاديه.. لكن للأسف نراه يحدث الآن حرفياً، «مائة وخمسون تجمعاً وتحالفاً وائتلافا»، ليتشرذم «الشباب»، وينسوا خطورة ما يحيط بهم إذا تجمع المنبوذون، والخاسرون، ومن قفزوا على أكتاف الثورة، والمضارون منها، مع تكاسل وارتعاش يد متخذى القرار الحكومى، وغياب الرؤية السياسية.

    والسؤال الآن:
    -----------------

    ماذا نفعل للعودة إلى الطريق الصحيح.. طريق الأمل والنهضة؟

    أولاً: على «المجلس العسكرى الأعلى»
    -----------------------------------------------
    أن يتعامل معنا بشفافية تامة، واحترام وسعة صدر، لأننى شخصياً أشعر بأننى كنت أكثر حرية وانطلاقا فى إبداء رأيى بلا تحفظات أيام الرئيس السابق، واليوم لا أرى سوى آراء معظمها «مغازلات» لبعض الطامعين فى مناصب أو تقرب لحجز أماكن بالصف الأول، و«النقد» أصبح لزاما على صاحبه أن يبدأه بمقدمة طويلة للمدح وتقديم فروض الولاء ثم تغليفه فى «سوليفان».. مع أن هناك أوجهاً كثيرة للقصور الذى يستوجب «النقد»..

    النقد الذى يمكن أن يرشدنا وينير لنا الطريق، أو حتى النقد الذى يعبر عن حالة الغضب والاستياء، والتساؤل، والاستنكار لبعض ممارسات، وأفكار، وآراء أعضاء المجلس الأعلى الحاكم مكان الرئيس، والمتولى لسلطات المجلس التشريعى، وهناك عشرات بل مئات الأسئلة التى يطرحها الناس، وحفظها الجميع، ولا أحد يخرج ليجيب عنها.


    ثانياً: «حكومة تسيير الأعمال»..
    -------------------------------------
    مسكينة، ولا حول لها ولا قوة أمام جبال الطلبات والمشاكل، والنوايا الطيبة لن تؤدى إلى الجنة.. وأغلبية وزرائها يدوب على قد الحال، و«المحافظين» فى البطاطا، ولا أحد منهم يعرف حقيقة دوره وحدود مسؤولياته، ومعظم المسؤولين فى الدولة من كبار الموظفين أمامهم شهور ليخرجوا على المعاش، وأمامى يعترفون بأنهم لن يوقعوا على ورقة حتى لا يتعرضوا للمساءلة بعد خروجهم، والبلد ماشية بالدفع الذاتى الذى يقل ويتباطأ، والنتيجة معروفة مسبقاً!!


    ثالثا: «شباب الثوار».
    ------------------------
    أنتم فى خطر، وأخشى أن يحدث لكم ما حذرتكم منه.. والمطلوب: الاتحاد، والتجمع، وتغليب المصلحة العامة، وتذكروا أن أى نجاح تحقق كان الفضل فيه بعدالله هو شعار «إيد واحدة»، وبدونه ستفقدون كل شىء، بدءًا من «الانتخابات» التى ستتأجل حتما من سبتمبر إلى نوفمبر، لأننا لم نتفق أو ننتهى من تشكيل اللجنة العليا، ولا الأمانة العامة، ولا أى شىء يتطلبه قانون الانتخابات الجديد.


    رابعاً: نحن والإعلام:
    ------------------------
    علينا جميعا مسؤولية وطنية، تحتم على كل واحد فينا أن ينحى جانباً ولو مؤقتاً مصالحه الذاتية، ويساهم متطوعا فى وضع «طوبة» نبنى بها بلدنا، تبدأ بالضغط على المسؤولين لاتخاذ قرارات جريئة وشجاعة وبها شىء من الثورية.

    وإن لم نفعل.. فسوف نندم جميعا على هذه «الفرصة التاريخية» المتاحة لنا الآن لنطير بمصر إلى سماء العالمية.

    french_group@hotmail.com