الاثنين، 30 مايو 2011

الكنز المفقود وزراعة الأمل (٣)‏

بقلم د.محمود عمارة ٣٠/ ٥/ ٢٠١١
----------------------------

منذ افتتاح قناة السويس فى ١٧ نوفمبر١٨٦٩، وهى تُعرف بأنها «أصل» إستراتيجى من «أصول» مصر.. وظلت مكسبا استراتيجيا للتجارة الدولية حيث يمر بها١٠% من التجارة العالمية المنقولة بحرا، وأصبحت مصدرا للنقد الأجنبى!!

الكارثة:
-------

أننا تعاملنا مع هذا الممر منذ التأميم وحتى اليوم على أنه يحقق «رسوما» فقط تدفعها السفن المارة [١٨ ألف سفينة العام الماضى] وتحقق فى المتوسط حوالى ٤.٥ مليار دولار، ولم نكلف خاطرنا إضافة أى خدمة لهذه السفن المارة ترفع من دخل القناة بجانب «الرسوم»!!


وعندما نرى العروض التى تقدمت بها هيئة المعونة اليابانية، لعمل «دراسات جدوى» على حسابهم ومجانا، لم يتحرك أحد.. عروض استفادت منها منطقة «جبل على» فى دبى، أو سنغافورة مثلاً.

ولهذا عندما تقرأ الدراسات التى قام بها بعض المصريين العاشقين لمصر، والمتخصصين فى هذا الشأن مثل المهندس وائل قدورة والمهندس أشرف دويدار، والتى تكشف لك بندا واحداً يقول:

إن عائد الخدمات من «تموين للسفن» بالمازوت وغيره بدولة الإمارات يصل إلى ١٢ مليار دولار سنويا أرباحاً، ويحقق لسنغافورة ٢٠ مليار دولار.. وتبحث عن العائد فى مصر فتجده «صفراً» مثل صفر المونديال.. ينتابك شعور بالغضب، وتلعن عصر حسنى مبارك بكل خطاياه.. فهو الذى كان يعين رئيس هيئة قناة السويس من الموالين والمضمونين.. ولم يفكر مرة واحدة أن يسألهم: ما هو الرقم الذى يحققونه بعيداً عن «رسوم المرور» الإجبارية؟


«صفر» كل سنة، ولأكثر من٣٠ سنة منذ إعادة افتتاحها.. ولا أحد يسأل أو يحاسب أو يطلب «دراسة»، وهذه الدراسة التى وصلتنى، تم إرسالها إلى الجهات المعنية، وتم حبسها فى الأدراج منذ عشر سنوات مضت!!


الدراسة تقول:
----------

إن الإيرادات التى ستتحقق من محور قناة السويس وبعيدا عن «الرسوم» ستصل إلى٦٠ مليار دولار فى ٢٠١٣- ثم تصل إلى ٨٧ مليار دولار فى ٢٠١٥ ثم مائة مليار دولار فى ٢٠١٧!!

دراسة جدوى متكاملة، فنيا، وإداريا، وماليا.. تبدأ فوراً بتقديم» الخدمات»، [تموين السفن بالسولار وبالسعر العالمى «طبعا».. بالمياه، بالمأكولات و.. و.. و..] بعد أن ثبت أن ممر قناة السويس هو «أسوأ ممر مائى فى العالم «من حيث تقديم الخدمات.. ففى «دبى» كل شىء متاح ومباح، ولبن العصفور على الأرفف أو ديليفرى.. وفى سنغافورة «الخدمات» سبع نجوم.. وبقناة بنما رغم ضيق الممر، وصعوبات العبور فإن القبطان والمارين لديهم كل ما يتخيلون من خدمات..

أما نحن: فبمجرد دخول السفينة ممر قناة السويس بطول١٩٠ كم، فكأنهم محبوسون، ومحاصرون بجنود تحمل الكلاشينكوف على ضفتى القناة.. لا تموين للسفن أو البشر، ولا إصلاح للأعطال الكبيرة أو حتى أماكن للترفيه أو للخروج من بطن المركب، ولا حتى كشك لبيع هدايا تذكارية..، وكأننا فى روسيا البلشفية أو فى بلاد الواق واق!!


الدراسة بها عدة محاور يطول شرحها، ولكنها باختصار تقوم على:
-------------------------------------------------

الخدمات البحرية، وإنشاء الترسانات لإصلاح السفن، وحتى تقطيع السفن القديمة، وهى صناعة كبيرة فى الهند، مع مخطط كامل لتنمية منطقة شرق بورسعيد من موانئ وأرصفة، ومناطق صناعية، وتجارية، وسكنية.. ومحاور للتنمية الزراعية والتصنيع الزراعى..ومركز للتدريب والتأهيل، ومجمعات للتعبئة والفرز والتغليف وإعادة التصدير.. مدن كاملة شرق القناة، وغربها، وجنوبها، وشمالها لنكتشف أحد كنوز مصر المفقودة!!


الخلاصة
--------
أن هذه الدراسة المعمقة توضح لنا أن هيئة المعونة اليابانية جاهزة للتمويل، وخلال ٦ أشهر يمكن أن نبدأ التطوير، لنصل إلى جنى المائة مليار دولار سنويا بدءاً من ٢٠١٦.. وإذا لم يحدث هذا التطوير فوراً.. فسوف تحدث «كارثة»، وهى أن قناة السويس ستصبح ممرا بلا قيمة، وربما يموت مع الزمن، وقد نلجأ يوما لردمها!!

نعم.. إذا لم نتحرك الآن فسوف تندثر القناة كممر ملاحى عالمى لسببين:
-----------------------------------------------------

أولهما:
-----
أن هناك توسعات وتطويراً شاملاً لقناة بنما تتم على قدم وساق لتصبح قناة تتسع لاتجاهين بدلا من اتجاه واحد، وأيضا فى الأهوسة والكبارى، وعندها ستجذب سفنا كبيرة يمكنها أن تستبدلها بقناة السويس، خاصة أنهم الآن يركزون على الخدمات!!

ثانيهما:
------
وهذا هو الخطر الجسيم.. أنه بسبب «الاحتباس الحرارى»..بدأ القطب الشمالى الجليدى يذوب تماما.. وبالتالى بدأت تظهر «طرق بحرية جديدة» وبديلة للتجارة بين الشرق الأقصى والغرب.. ومنذ عامين «٢٠٠٩» شهد العالم ولأول مرة فى تاريخ البشرية، سفناً تجارية ألمانية تمر عبر هذا الخط الجديد.. من كوريا إلى روتردام بهولندا.. لتختصر٤٠% من الزمن والوقود بعيدا عن المرور عبر قناة السويس.. وقد أثبتت الدراسات وصور الأقمار الصناعية أن المساحة المغطاة تتناقص بالثلوج بسرعة شديدة ١٢% كل ١٠سنوات، وأنه قبل عام٢٠٥٠ سيصبح القطب الشمالى خالياً تماما من الجليد فى فصل الصيف، وليصبح المرور أسرع، ومجانا!!



السرعة واجبة.. والفرصة متاحة لتغيير ممر قناة السويس من ممر ملاحى لعبور السفن إلى منطقة حرة تضارع سنغافورة، وتتفوق على أى منطقة حرة فى العالم.. والدراسات كلها تؤكد ذلك.. والكرة الآن فى ملعبنا.


المهم الآن أن الملف تم تحديثه من كل البيانات والأرقام، وأصبح جاهزا، والخبراء المصريون مستعدون للمشاركة «مجانا».. والمؤسسات العالمية لن تمانع فى التمويل.. وعموما مجهودنا لن يضيع سدى، فسوف يأتى رئيس قادم «قادر» على اتخاذ مثل هذه القرارات، التى يعجز عنها المجلس العسكرى المؤقت، وحكومة تسيير الأعمال الغرقانة لشوشتها فى التفاصيل اليومية، وساعتها ستكون هذه «المبادرات»، «والدراسات» كافية للبدء فورا فى مشروع النهضة الشاملة والمأمولة!


french_group@hotmail.com

الأربعاء، 25 مايو 2011

طريق «الحرير».. وزراعة الأمل (2)

الله يرحم عمنا «محمد على الكبير».. الذى أعطانا والعالم درساً فى علوم وفنون «النهضة»..
النهضة التى افتخر «مهاتير محمد» بأنه استلهم أفكاره فى تحديث ماليزيا من تجربة محمد على فى مصر..
وبدأها هناك بإرسال بعثات للخارج.. وبزراعة 100 مليون شتلة «نخيل زيت»، لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير «زيت النخيل»، خلال خمس سنوات!!
«محمد على».. الذى بدأ، وركز فى «الزراعة».. فجلب «القطن» طويل التيلة.. و«التبغ»، للاكتفاء الذاتى من الدخان.. وأدخل زراعة «أشجار التوت» على حواف الترع والمصارف، لتربية «دودة القز»، لتصدير غزول الحرير!!


وقصة «الحرير».. بدأت بالصدفة من 4500 سنة، عندما كانت إحدى «أميرات» الصين تمسك «بشرنقة» غريبة، فوقعت من يدها داخل فنجان شاى ساخن، فتفككت الشرنقة، لتظهر خيوطاً ناعمة جداً ومتينة، سمّوها بـ«الحرير»، وأمر والدها بإجراء بحوث حول هذه الشرنقة، وهذه الخيوط المدهشة التى أهدتها الطبيعة لابنته، وعرفوا أنها من إحدى أنواع «الديدان» التى لا تتغذى على أى شىء سوى «أوراق شجر التوت»، ويمكنهم تحقيق ثروة قومية من هذه الصناعة، وحفظوا السر، واهتموا بها فتربعوا على عرشها حتى اليوم، فهم يحتكرون الآن 70% من الإنتاج العالمى، وتليهم الهند، ثم البرازيل!!


أتى «محمد على» بديدان القز من الصين، وبتشجيع ودعم منه، بدأت تنتشر تربية «دودة القز» فى معظم محافظات مصر..وحتى نهاية الخمسينيات لم تكن هناك قرية فى مصر لا تشارك فى إنتاج الحرير، وبالإهمال تدهورت الإنتاجية، وانهارت هذه الصناعة، ثم اختفت تماماً على يد بعض المخربين، من أمثال الذين دمَّروا زراعة القطن، ومن سبقوهم فى القضاء على زراعة «التبغ» لنستورد بخمسة مليارات «دخان» سنويا، وعندما فكرنا فى إعادة زراعته، ذهبت الشركة المحتكرة «ماتوسيان» لتزرعه فى إثيوبيا العام الماضى، باعتبار أن زراعته فى مصر حرام، «والحلال» هو استيراده من تركيا وإيطاليا، للحصول على السمسرة والعمولات والسفريات والبدلات باليورو!!


اليوم نحن نفتح كل هذه الملفات.. ونبدأ بإحياء «مشروع إنتاج الحرير» فى مصر الحديثة.. مصر التى كانت ملتقى طريق الحرير، وتجارته بين الشرق والغرب منذ ألفى سنة، خاصة أن طقس مصر ممتاز لزراعة أشجار التوت عالية القيمة الغذائية.. ويوجد صنفان اثنان لا ثالث لهما، وموجودان حاليا فى مصر، ويختلفان عن الصنف المصرى الردىء، فهذان الصنفان يمتازان بغزارة إنتاج الأوراق عالية القيمة الغذائية، والأشجار مقزمة لا تحتاج إلى تسلقها والوقوع من فوقها، ويتميزان بنعومة أوراقها عكس أشجار التوت المصرية الخشنة، كما أنها سريعة النمو جداً، ومصدرها الصين والهند، ولدينا خبراء مجربون أمثال المهندس أمين زيد!!


الخلاصة:
--------
أننا نستطيع اليوم بجهد بسيط، من خلال مراكز البحوث الزراعية- ولدينا قسم لبحوث الحرير معطل- أن ننتج مليوناً وخمسة وعشرة من هذه الأصناف لزراعتها على «مياه المجارى».. نعم نزرعها على مياه الصرف الصحى بكل التجمعات السكنية والمدن الجديدة.. ويمكننا زراعة 700 شتلة فى الفدان الواحد، ولتشجيع الناس على زراعتها بأى أرض ليس لديها مياه نظيفة لزراعة الفاكهة أو الخضروات التى نأكلها، خاصة أن زراعة فدان واحد من أشجار التوت بمياه المجارى يحقق 25 ألف جنيه عائداً سنوياً.. وهو ما لا يمكن تحقيقه فى أى فدان مزروع شيئا آخر سوى التبغ.. «فالتبغ» يحقق حتى سبعين ألف جنيه سنويا ولهذا حديث آخر قادم!!


بالمختصر المفيد:
-------------
مصر تستطيع خلال السنوات الثلاث من الآن أن تصبح أولى دول القارة الأفريقية فى إنتاج «الحرير»، مثلما أصبحت بوركينافاسو الأولى على قارتنا فى إنتاج القطن بعد أن دمرناه.. ويمكننا تصدير «البيض» لتربية ديدان القز، وإنتاج الشرانق، وحل خيوط الحرير، وإقامة صناعة متكاملة تكفى السوق المحلية وكل القارة الأفريقية، من تصنيع الإيشاربات الحريرية، وأغطية الرأس للسيدات، والكرافتات الرجالى، والقمصان وغيرها، وغيرها!!


ويمكن لأى «محافظ» لديه إرادة عارمة فى النهضة بمحافظته أن يبدأ التجربة، ونحن جاهزون ومستعدون للتعاون معه.. فهل هناك «محافظ» فى الـ25 محافظة قادر على تبنى «هذا المشروع القومى»، الذى يغير وجه أى محافظة، ويخلق مئات الآلاف من فرص العمل، ويحقق دخلاً محترماً، ويساهم فى مضاعفة الناتج القومى؟


أُكرر أن مصر.. مملوءة بالفرص، وحبلى بالمبادرات، ولاتزال دولة بكراً.. وعلينا خلال السنوات التسع وقبل 2020 أن نحقق الحلم،ونصل بمصر إلى العالمية، وكفانا لطماً، وندباً، وبكاء على اللبن المسكوب!!

السؤال: هيَّه مصر ناقصة إيه؟!
------------------------



اعتذار واجب
----------
إلى أستاذنا د.عبدالعزيز حجازى.. أعتذر عن عدم تلبية دعوتكم للمشاركة فى الحوار الوطنى، لظروف طارئة أجبرتنى على السفر للخارج، وعموما فقد شرحت لكم وجهة نظرى فى مطالب المصريين بالخارج، وكيفية تحقيقها.


مع تمنياتى بالتوفيق فى خدمة مصر وكل أبنائها.
French_Group@Hotmail.com

الاثنين، 16 مايو 2011

«همسة عتاب» للمجلس العسكرى


بقلم د.محمود عمارة ١٦/ ٥/ ٢٠١١
------------------------------------

كنت أود أن أسترسل فى سلسلة مقالات الأسبوع الماضى تحت عنوان «زراعة الأمل»، بتقديم نماذج رائعة لمشروعات قومية مدروسة الجدوى، مقدمة من علماء وخبراء يشاركون فى بناء مصر الحديثة، لنزرع الثقة والأمل فى ربوع الوطن، ولكن للأسف جاءت «تصريحات» أحد أعضاء المجلس العسكرى باتهام المصريين بالخارج بأنهم لن يصوتوا بانتخابات الرئيس القادم، لأنهم كتلة تصويتية مؤثرة يمكن شراؤها لصالح فرد أو جهة، فهل هذه هى نظرتكم للمصريين بالخارج، وكأنهم محتاجون إلى ثمن كيلو لحمة أو كرتونة مواد غذائية من زيت ومكرونة!!


تصريحات مسيئة لم يكذبها أحد، وأخص الجزء الثانى من التصريحات التى يقول فيها العضو الموقر إنهم «كتلة تصويتية مؤثرة يمكن شراؤها لصالح فرد أو جهة»، ولم نسمع عن «بلاغ» ضد الجرائد التى نشرت هذه التصريحات، لأن هناك تسجيلا نصيا للتصريحات كما يقال.. وكان يكفى تكذيب فى الجريدة نفسها حتى يهدأ المغتربون الذين استفزهم وجرحهم هذا الكلام غير المسؤول، والذى يعتبره البعض جريمة يجب إبلاغ النائب العام عنها للتحقيق فيها!!


وبما أننى «مكلف» من الحكومة برعاية هذا الملف، ملف «المصريون بالخارج»، فقد وصلتنى مئات المكالمات والرسائل من كل قارات الدنيا تتساءل عن:

١- مدى «فهم» هذا العضو الموقر صاحب التصريح «لقيمة» هذه العقول المهاجرة والمغتربة؟

٢- وهل لديه فكرة عن إحساسهم، وولائهم وانتمائهم لهذا الوطن الذين يفدونه بكل غالٍ ورخيص؟

٣- وهل سمع عن أشهر مقولة للبابا شنودة.. «أن المغتربين لا يعيشون على أرض مصر ولكن مصر هى التى تعيش فيهم»!!

٤- هل يتصور سيادة «الجنرال» معاناة وشقاء المغتربين الذين اضطر كثيرون منهم للتنازل عن بعض من كراماتهم فى بلاد الغربة التى لا ترحم، لإحساسهم بالمسؤولية تجاه أسرهم التى يعولونها، وتجاه الوطن الذى يتمنون أن يموتوا فى حضنه، ويدفنوا فى ترابه؟


مطلوب من سيادته أن يفسر لنا لماذا لم يضعوا مدخراتهم وأموالهم التى كسبوها بعرقهم فى بنوك سويسرا ولاخشنتاين أو جزر البهاما، وظلت تحويلاتهم إلى وطنهم تحت كل الظروف تفوق ثلاثة أضعاف الدخل «الصافى» لقناة السويس بعد خصم «مليار دولار»، نفقات، ومصاريف، وهدايا، ونثريات»؟.. «وسنعود قريبا لهذا الملف».


وهل ينكر سيادته أنهم هاجروا بحثا عن الرزق الحلال، وكانوا غائبين عندما كانت تقام «ولائم» توزيع التورتة وتقسيم الغنائم، وأنهم لم يشاركوا، أو يشهدوا، أو يشاهدوا، أو يسكتوا، أو يطنشوا على الفساد الذى عم وخرب البلاد؟.. وأنهم طبقوا أمر الآية الكريمة: «إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها....» ٩٧ من سورة النساء.


ويبقى السؤال الذى طرحوه جميعا:

هل المجلس العسكرى لديه «موقف سلبى» من المصريين بالخارج؟.. وبماذا يفسرون التالى:

١-إقحام «مادة» بالتعديلات الدستورية، لم تكن موجودة أصلا، ولم يطلبها أو يتخيلها أحد «سوى من فى قلبه غضب أو فى مخه هدف»، ليبتدع نصا يمنع المصريين بالخارج من الترشح لرئاسة الجمهورية، ويمنع أجيالاً من أبناء المصريين الذين «حملوا» جنسية أخرى ليوم واحد أو حتى تزوج أحدهم لليلة واحدة من غير مصرية؟ يسألون لماذا كان هناك سرعة لإقحام وفرض وإضافة هذا النص؟..

وهل كان المقصود حائز نوبل أحمد زويل لفرصته الأعلى؟ ولمصلحة من بعينه؟، وهل تستلهمون أفكار أدولف هتلر فى «نقاء الجنسية»؟ وهل ما زلتم تعتبرون أن الشعب المصرى سيظل يحتاج إلى وصاية لخمسين أو مائة سنة قادمة هى عمر الدستور الذى سيحكم مصر خلالها؟وهل تعلمون أن غنى المجتمعات وثراءها من تعدد الجنسيات، والانفتاح على كل الثقافات بعيداً عن الانكماش والتقوقع والانغلاق الذى تسعون إليه؟!

٢- ولماذا نحاول أيضا اليوم استبعاد الكتلة التصويتية للمصريين بالخارج كما كان يفعل النظام البائد، ولمصلحة أى فصيل؟

٣- بالتشكيك فى ولاء وانتماء ووطنية «٢ مليون» مصرى تزوجوا من غير مصرية أو حملوا أى جنسية أخرى يسمح بها القانون المصرى، فهل تعتبرون الباز «عميلا أمريكانياً»، ومجدى يعقوب «جاسوساً إنجليزياً»، وزويل «خائناً» لبلده؟.. وبأى عين نطالب نفس «المشتبه فيهم» بالمشاركة فى بناء مصر؟


بصراحة.. بصراحة..
--------------------

أتمنى من بعض أعضاء المجلس العسكرى أن يضبطوا مفرداتهم، «ويزنوا كلامهم»، وأن «يقتصدوا» فى مداخلاتهم للبرامج التليفزيونية، ويقللوا من تصريحاتهم الصحفية، وأن يكون هناك متحدث رسمى واحد تفاديا لسوء الفهم، ومنعا للتأويل، وللرد على كل الاستفسارات!!

المصريون بالخارج «غاضبون»، ولا يطالبون «باعتذار رسمى» عن هذه الاتهامات المشينة ولكن يطلبون ردا حاسما!!

يا سيادة أعضاء المجلس العسكرى إذا كنتم «حساسين» تجاه كل من ينتقد توجهاتكم ومعالجاتكم لبعض الأمور، أو حتى لكل من ينصحكم، فاعلموا أن المصريين بالخارج أكثر منكم حساسية لأى اتهام يتجنى عليهم أو حتى يمس «شعرة» من وطنيتهم ومصريتهم التى يفخرون.


ونعود «لزراعة الأمل» بعرض أول نموذج من المشاريع التى أودعها البناءون «لبنك الأفكار»..


مشروع إنشاء «قناة ملاحية» على شاكلة قنوات أمستردام فى هولندا، يستخدمها السياح للوصول إلى الأهرامات، تبدأ من نهاية شارع البحر الأعظم حتى أقدام أبى الهول والصوت والضوء بطول ١٢ كم، ويمكن ربطها بنهر النيل من جهة المنيب.. لتبدأ رحلة السائحين من ميدان التحرير، بعيدا عن المرور بشارع الهرم المكدس، والملوث..، يتلوها مشروع لمضاعفة إيرادات قناة السويس ٣ أضعاف الدخل الحالى خلال ٣ سنوات، وخمسين ضعفا خلال عشر سنوات.. فإلى الأسبوع القادم بإذن الله.




خبر جديد للمغتربين:
----------------

يتم الآن التنسيق مع هيئة الاستثمار لاستحداث وتفعيل مكتب «لاستقبال العائدين الراغبين فى الاستثمار على أرض مصر، للتسهيل والتذليل، وسرعة الإنجاز، وليتولى بالنيابة عنهم متابعة الإجراءات والموافقات والتصريحات والأختام بدلاً من اللف والدوران وإهدار الوقت..، وسنوافيكم بأرقام التليفونات والإيميلات والمواقع الإلكترونية يوم الاثنين القادم..،


ومازلنا ننتظر مقترحاتكم، ومبادرتكم لبناء مصر الحديثة على بنك الأفكار


www.ideas.cabinet.gov.eg
www.innovate.cabinet.gov.eg
www.afkar.cabinet.gov.eg



french_group@hotmail.com

الجمعة، 13 مايو 2011

تغيير إسم المدونة

في البداية كان إسمها [ هذة بلادٌ لم تعد كبلادي ]

وبعد 25 يناير رأيت أن أسميها [ دقت ساعة العمل ]

وهذا العنوان قد اقتبسته من مقال للرجل الفاضل د.محمود عمارة

والذي قال أيضاً : ــ
من حقنا أن نفرح ، ونغنى، ونرقص.. ومن حقنا «نفخر» بأن أحفاد الفراعنة قدموا للعالم «أطهر ثورة سلمية» فى تاريخ البشرية مثلما قدم أجدادنا أعظم حضارة للإنسانية.. ومن حقنا أن نراقب لنتأكد من أننا على الطريق الصحيح.. ومن حقنا ملاحقة الفاسدين لاستعادة كل مليم من المليارات المسروقة.. ولكن ليس من حقنا أن نضيع دقيقة واحدة من مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة بعد أن ضاع ستون عاما.

وبناء عليه: أصبح من واجب كل مواطن منا أن يبدأ بنفسه فلم يعد هناك حجج من أمثلة «البلد بلدهم».. «وأنا مالى».. «مش أنا اللى هغير الكون».. «أصل مفيش فايدة».. وباقى الأمثال المحبطة التى يتشدق بها كل المحبطين!! اليوم.. عاد الأمل.. ودبَّت الحياة فى الجسد المصرى.. وأرواح الشهداء تطوف حولنا تراقبنا لترى ماذا نحن فاعلون.

لذا [ فقد دقت ساعة العمل ]

الأربعاء، 11 مايو 2011

حوار د . محمود عمارة مع جريدة الوفد بتاريخ 3 مايو 2011



قضي سنوات طويلة في الغربة.. يعاني كغيره من المصريين في الخارج من سياسات نظام ظل متجاهلا لهم ولمطالبهم طوال فترة حكمه.. ففضل هو وكثيرون الهروب من هذا الوطن إلي العيش في أوطان أخري ربما تحتضنهم وتقدر قيمتهم عن بلدهم الأصل.. إنه الدكتور محمود عمارة رجل الأعمال ورئيس الجالية المصرية في فرنسا ورئيس جمعية

رجال الأعمال المصريين في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.. وهو أول عربي يحصل علي جائزة غرفة التجارة والصناعة لأفضل شركة فرنسية عام 1994.. عاد إلي مصر منذ سنوات.. وكلف بعد ثورة 25 يناير بملف شئون المصريين في الخارج من قبل الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء.

وعمارة يعشق تراب مصر ويتمني خدمتها في أي وقت وفي أي موقع مهما كلفه ذلك من ثمن.. تشعر من خلال حديثه بغيرته الشديدة علي مصر.. تحدث كثيرا عن الهموم والمطالب التي ربما لو أخذت علي محمل الجد لكان تغير الوضع واستفادت مصر من طاقات أبنائها، لكن كان هناك نظام يعيش وحده ولا يستمع ولا يقبل فكر الآخر.

والدكتور عمارة خبير زراعي علي درجة عالية جدا من الخبرة في هذا المجال رغم حصوله علي ليسانس الحقوق جامعة القاهرة وعمل الأبحاث والدكتوراه في الاقتصاد السياسي ولكنه أخذ من الخبرات الغربية الجرأة والتجربة التي لا تعرف المستحيل.. لا يكتفي بالنقد فقط مثل آخرين وإنما يضع الحلول النابعة من الرؤية الفكرية الناضجة والمستخلصة من خبرات سنوات الغربة..

وإلي نص الحوار :

------------------

نسمع دائما عن معاناة المصريين في الخارج علي مدار السنوات الماضية وبصفتك كلفت من قبل الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بهذا الملف ما هي مطالبكم تحديدا؟

- المصريون في الخارج لهم أربعة مطالب هي حق التصويت في انتخابات رئيس الجمهورية والاستفتاء علي الدستور والحق في التمثيل داخل المجالس النيابية ووجود نواب يمثلوننا إلي جانب عمل مكتب للعائدين من الخارج لتقديم التسهيلات لهم ومراعاة شئونهم وأخيرا ربط الأجيال بأوطانهم الأصلية.

كم عددهم؟

- في الحقيقة لا يوجد رقم حقيقي ومؤكد نظراً لعدم وجود أي مميزات للمصريين في الخارج تشجعهم علي الذهاب إلي السفارات لتسجيل بياناتهم ومثال ذلك أن فرنسا بها أكثر من 140 ألف مصري والمسجلون فقط قرابة 40 ألفاً لكن يمكن إعطاء رقم تقريبي بأنهم قرابة 8 ملايين.

متي طلبتم هذه المطالب؟


- في عامي1983 و1984 عقدنا مؤتمراً للمصريين في الخارج داخل جامعة القاهرة وحضرة الرئيس السابق حسني مبارك وألبرت برسوم سلامة وزير الهجرة وقتها ولم يحدث أي تغيير ولم يتم تنفيذ الوعود والنتيجة صفر.

بماذا تفسر ذلك؟


- السبب واضح في عدة أشياء لعل من أهمها عدم وجود إرادة لدي النظام البائد في تحقيق المطالب لأننا قوة تصويتية كان يخشاها النظام خاصة لكون هذا العدد يعيش في مجتمعات أك

ثر ديمقراطية من مصر ولا تصلح معهم محاولات وطرق النظام البائد.

ولماذا لم تقوموا مرة بأخري بعقد لقاءات مع المسئولين؟


- قمنا بعمل ذلك فعلا وكنت ضمن وفد من عشرة أفراد قابلنا رئيس الجمهورية السابق عام 1992 ولم يتطور الوضع بل قال لي أحد أهم الشخصيات في الحزب الوطني وقتها بالحرف الواحد "انتم صداع بالنسبة لنا" وهذا المسئول توفي منذ فترة واكتفي بالحديث عنه بهذا.

وهل اختلف الوضع بعد ثورة 25 يناير أو بمعني أدق وجدتم من يستمع لمطالبكم؟


- نعم فقد اتصل بي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في اليوم التالي لتولي

ه المسئولية وكلفني بهذا الملف وأبدي استعداده الكامل في التعاون معنا وحضرت بعض اللقاءات بخصوص هذا الشأن.

ماذا تحقق خلال الفترة الماضية؟


- الحمد لله أنجزنا سبل حق التصويت في الخارج وبالفعل سيدلي المصريون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية القادمة ولو توافرت الإمكانيات للتصويت في انتخابات مجلس الشعب لكن هذه الجزئية تحتاج وقتاً طويلاً كذلك تم إنشاء مكتب العائدين بالفعل ومقره 96 »أ« شارع أحمد عرابي بالمهندسين وهو مقر وزارة الهجرة القديم ويجري الآن عمل تشريع جديد لتمثيل المصريين في الخارج بعدد من الأعضاء في المجالس النيابية ربما يكون أول مرة في الانتخابات القادمة بالتعيين علي أن يكون بعد ذلك بالانتخاب وليكن عن طريق إنشاء 6 دوائر مثلا في القارات يتم الانتخاب من خلالهم لرعاية شئوننا خارجيا.

وما طريقة التصويت؟


- سيذهب كل مصري إلي السفارة المقيد بها ليضع رقم بطاقته ليقوم بالتصويت ويختار مرشح الرئاسة وأنا قلت للرئيس السابق حسني مبارك "خلونا زي الجزائريين علي الأقل".

إذا هناك مطلب أخير لم يتحقق بعد وهو ربط الأجيال بأوطانها؟


- في هذه النقطة قمنا بالفعل بإرسال خطابات إلي السفارات ومسئولي البعثات لموافاة وزارة العمل والهجرة بالأسماء البارزة والناجحة في المجالات المختلفة والبدء في عمل تصور بعد ذلك للاستفادة من خبراتهم في الخارج وأتمني ان يكون ذلك بمثابة حجر الأساس لإنشاء لوبي مص

ري في دول المهجر.. كل هذه الأشياء تحققت في قرابة شهرين فقط مما يدل علي أن النظام البائد كان متخوفاً منا.

ألا تري أن هذا الملف يحتاج جهداً ووقتاً منك قد يمنعك من أداء عملك أحيانا؟


- بالتأكيد.. وأنا طلبت من الدكتور عصام شرف أن يكون هذا العمل تطوعياً خالصاً دون أي وظيفة أو مقابل مادي.

هل هناك مشروعات أخري يتم تقديمها أو تنفيذها؟


- قدمت حتي الآن عدة مشروعات ودراسات لبعض الباحثين منها مشروع يهدف إلي استغلال ترعة المنصورية لعمل رحلة نيلية للسياح من ميدان التحرير وحتي نزلة السمان عند الأهرامات ومشروع آخر يهدف إلي زيادة إيراد قناة السويس من 4 إلي 30 ملياراً دولار، كذلك إمكانية تحويل 2 مليار متر مكعب من المياه المالحة الي مياه عذبة وصالحة للزراعة بتكلفة قرابة 50 قرشاً للمتر في الوقت الذي يتكلف فيه المتر من المياه الجوفية 30 قرشاً وهو مصدر غير دائم، وقمنا بعمل بنك للأفكار وتم تبعيته لمجلس الوزراء ونلتقي عليه أكثر من 100 فكرة أسبوعيا نستخلص منها فكرة أو فكرتين جادتين لإمكانية التنفيذ.


لكن مازلتم محرومين من حق الترشح في الانتخابات؟


- هذه أزمة كبيرة وعيب خطير فبأي حق توضع مادة في الدستور تحرم 3 أجيال من حق الترشح لكونه يشترط الجنسية المصرية للأب والجد؟! وهل يعقل أنني كمصري في فرنسا يحق لي الترشح أمام الرئيس الفرنسي ساركوزي في الوقت الذي أمنع فيه من الترشح في انتخابات المحليات وليس الشعب والشوري في دائرتي الانتخابية وفي موطني الاصلي.. كل ذلك يرجع إلي تخلف النظام البائد الذي تعامل معنا كجواسيس ولابد من تصحيح ذلك فلايصح أن تشجعني للعودة بمدخراتي واستثماراتي وتحرمني من حق الترشح لأنك تشك في وطنيتي وأنا قلت الكلام ده في وزارة الخارجية وقلت بالحرف الواحد: "انتهي عصر الخوف".

حضرتك رئيس الجالية المصرية في فرنسا ورئيس جمعية رجال الأعمال في ولاية فلوريدا بأمريكا وقضيت قرابة 27 عاماً تقريبا تجولت خلالها عبر الدول.. الآن وبعد الثو

رة المصرية كيف ينظر الغرب للمصريين؟


- الأجانب مبهورون بما حدث في هذه الثورة السلمية البيضاء المتحضرة نظرا لتكلفتها البسيطة جدا عند مقارنتها بباقي الثورات في أي دولة لأن 800 أو 900 شهيد رقم لا يقارن بضحايا أي ثورة والأهم من كل ذلك أن العالم ينتظر الآن ماذا سيفعل أحفاد الفراعنة بعد هذه الثورة لأن مصر بالنسبة للغرب حضارة وثقافة وعلم.

صِف لنا الصورة السابقة عنا قبل الثورة؟


- كانت صورة سيئة حيث كان ينظر لنا نظرة تخلف وهم يتوقعون لنا الآن أن نغير وجه التاريخ وهذا يحملنا مسئولية خطيرة وعلينا أن نبدأ من الآن من أجل التعاون والتكاتف وبناء مصر الحديثة ووضعها علي الخريطة العالمية لتتبوأ مكانتها التي تليق بها.

الآن.. هل تغيرت الفكرة عن مصر بالنسبة للمصريين أنفسهم وأصبح لديهم شعور بالعودة للعمل والاستثمار في بلدهم الاصل؟


- المصريون في الخارج حلم حياتهم هونقل مدخراتهم وخبراتهم لوطنهم الأم، خاصة بعد زوال البؤس والغمة القاتمة التي خلقها النظام البائد وظهرت في إلغاء وزارة الهجرة وسوء اختيار المسئولين عن هذا الملف في الحكومة وانعدام إرادة الدولة في الاهتمام بنا لذلك قلت في اجتماع حضره الدكتور عصام شرف ووزراء العمل والهجرة والخارجية والعدل والتربية والتعليم إن هذا الملف لابد أن يتبع إدارة الهجرة في وزارة الخارجية وليس العمل أو إنشاء وزارة كما كان مسبقا تحت اسم وزارة للهجرة يكون لديها إمكانيات تؤهلها لجذب الخبراء والعلماء والنجوم ومدخراتهم بالخارج .


إذن هناك فعلا من يريد العودة الآن؟


- بالفعل هناك أكثر من 8 ملايين في الخارج منهم وأنا أقول لك عن يقين إن هناك أكثر من مليون مصري يرغبون في العودة لمصر والاستثمار فيها بدءا من غد وبحسبة بسيطة لو جاء إلي مصر مليون واحد واستثمر بمبلغ 200 ألف دولار فقط فسيكون عندنا 200 مليار دولار تستطيع بها إنهاء مشاكل مصر كلها وعمل نهضة كاملة والأهم من هذا كله ليس المال وإنما الخبرات المتراكمة التي كان من الأولي أن يقوم بها نظام الحكم ونرجع للتاريخ

لنري أن محمد علي قام بإرسال البعثات للخارج واستطاع العائدون تغيير وجه الحياة بعد سنوات قليلة في الخارج فما بالك بمن قضوا عشرات الأعوام.

كيف تري مصر الآن في مجال الاستثمار والاقتصاد بصفتك مستثمراً مصرياً؟


- بصراحة هناك تخريب يحدث في مصر سندفع ثمنه باهظا وربما لا نستطيع أن ندفع الفاتورة.

ماذا تقصد؟


- أقصد أنه لا يجوز أن أقول لمستثمر عربي بعد عدة أعوام إن مشاريعك كانت علي أساس خاطئ لأقوم بعد ذلك بتغيير العقود هذا أمر خطر علي الاستثمار.

أفهم من كلامك أنك تعارض ما حدث في تجديد العقود مع الوليد بن طلال؟


- الوليد رجل محترم بل أرفع له القبعة لكونه يقبل ذلك لأن الخطأ ليس خط

أه ولكن خطأ المسئولين المصريين الذين أعطوا له مميزات لا تعطي لمصري وأنا كنت أزرع 3500 فدان في أمريكا وأعرف الشروط المجحفة التي وضعتها مصر علي المستثمرين، فلا يصح ولا يجوز أن دولة تقوم كل 10 أو 15 عاما أو كلما تقوم ثورة أن ترجع في كلامها وإنما يجب أن يحاكم كل من تسبب في ذلك وإعدامه داخل ساحة ميدان التحرير وما يحدث يعتبر دماراً للاقتصاد المصري قد يمنع دخول مستثمرين جدد لمدة 10 سنوات نتيجة هذا الرعب لكون ذلك لا يتفق مع أي منطق قانوني أو ديني أو أخلاقي.

بصفتك خبيراً زراعياً أيضا بماذا تصف حال الزراعة في مصر خلال الفترة الماضية؟


- الزراعة في مصر كانت مؤامرة علي هذا الشعب وكان مطلوباً تجويعه وتركيعه خاصة الخمس سنوات الأخيرة.. أثناء تولي أمين أباظة للوزارة.

وما الحلول من وجهة نظرك؟


- الحلول كثيرة من بينها أن مصر تستطيع الاكتفاء ذاتيا من القمح الذي تستورد منه 8 ملايين طن سنويا.

كيف؟


- عن طريق توزيع التقاوي علي الفلاحين حيث نوزع 3 ملايين طن لنرفع إنتاجية الفدان إلي 700 كيلو وذلك يوفر قرابة 2 مليون طن سنويا بالإضافة إلي عمل صوامع للتخزين للإنقاذ 20٪ من الإنتاج التي تهدر نتيجة سوء التخزين في الأجولة وبذلك سنوفر 2 مليون طن آخرين والباقي سيتم توفيره من خلال مشروع يتم الآن من أجل هذا الغرض.

تقصد أن هناك مشاريع حالية من أجل ذلك؟


- نعم يوجد الآن مصريون في الخارج خاصة في دول الخليج وأوروبا أنشأوا أكبر شركة مساهمة لزراعة القمح في مصر والذرة في السودان وتنمية الثروة الداجنة والحيوانية والسمكية والتصنيع الزراعي وشركات تسويق للأسواق الخارجية، وهذه الشركة تضمنها الدولة لمنع حدوث تلاعب في أموال المساهمين وللاستخدام مراكز البحوث المصرية، وهذه الشركة تفتح أبوابها للمصريين في الداخل والخارج.

هل جمعك لقاء مع الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة الحالي؟


- نعم وللعلم الدكتور أيمن كفء وأعاد الروح للوزارة وقام بعمل إجراءات جيد

ة منها إصدار تعليماته بالإفراج عن كل الفلاحين المسجونين بسبب مديونيات بنك التنمية والائتمان الزراعي حتي لو وصل إلي 50 ألف جنيه كدين أصلي ومن يعرف أحد مازال في السجن لهذا السبب عليه أن يبلغني للإفراج عنه - حسب تأكيدات الوزير لي.

وتم الاتفاق معه علي طرح 30 مليون زريعة سمك في بحيرة ناصر نستطيع من خلالها إنتاج جزء مما نستورده من أسماك تبلغ 250 ألف طن من نفايات الأسماك خاصة من أوكرانيا ودول شرق آسيا.

هنا نقف لنعرف الثروة السمكية المصرية إلي أين تتجه؟


- طبعا لابد من وقفة فلا يعقل أن بلداً مثل مصر لديها شواطئ تبلغ 3500كم علي الشاطئ ولديها 9 بحيرات ونهر النيل بفرعيه أن تظل تستورد نفايات أسماك في الوقت الذي تصدر فيه المغرب بـ 2 مليار يورو منتجات أسماك مملحة ومطبوخة وطازجة، مع العلم أن لديها نفس مساحة سواحل مصر علي الشاطي ولا تملم بحيرات أو أنهار وللعلم أيضا المغرب تعتبر البلد الأولي عالميا في تصدير السردين ورقم 15 في عالمياً في تصدير الأسماك.

وما الحل من وجهة نظرك في هذه النقطة؟

- نحن قادرون علي تخطي ذلك ولكن مطلوب أولا أن يكون هناك أسطول صيد يماثل أساطيل المغرب أو حتي موريتانيا، لأنه، وبصراحة الأسطول المصري لايصلح إلا للولعة فقط بدون مبالغة، ولابد من إلغاء الصعوبات علي عملية الصيد في الشواطئ المصرية التي تحتاج مئات التصاريح، الأمر الذي يرفضه الصيادون ويقبلون علي الصيد علي شواطئ الدول الأخري لنري بعد ذلك احتجازهم وإهانتهم وهناك شيء آخر أريد توضيحه.

تفضل؟


- الذي لا يعرفه الجميع أن أوروبا تمتنع عن استيراد الأسماك من مصر.

وما السبب؟


- السبب أن هناك قانوناً في مصر صدر عام 1949 يقضي بأن يمنع زراعة الأسماك في مياه نظيفة وهذا معناه أننا نزرع الأسماك في مياه سيئة، وبالتالي أوروبا ترفض الاستيراد من مصر وأنا لدي مزارع أسماك وعندما أؤكد للأجانب أنني أزرع في مياه نظيفة يقولوا لي »لن نستورد منك هو أنت كمان بتخالف القانون«.

الشعب المصري.. هل أخطأ في حقه وأهدر حقوقه؟


- يجب أن يعاقب الـ80 مليون مصري بما فيهم أنا وأنت فكيف صمتنا علي نظام استمر 30 عاماً بهذا السوء نجح في تجويعنا وتركيعنا داخليا وخارجيا لكنني مازلت أراهن علي أحفاد الفراعنة في النهوض بوطنهم.



لك العديد من المؤلفات اذكر لنا بعض منها؟

- أنا كتبت عدة كتب منها "أوراق مهاجر" و"أمريكا للبيع" و"بلاغ ضد الحكومة" و"للأذكياء فقط" و"عبد الوهاب مطاوع..الكاتب والانسان" و"لو كنت رئيسا للوزراء".

بمناسبة أن لك كتاباً بعنوان "لو كنت رئيسا للوزراء".. ماذا لو كنت ذلك فعلا؟


- لو كنت رئيسا للوزراء سأعمل علي تشكيل حكومتين واحدة لتسيير الأعمال وتنفيذها وحكومة أخري تكون بمثابة حكومة خلفية أو حكومة ظل للدراسة والبحث وتقديم الأفكار فقط إلي جانب العديد من الأمور.

الفترة الحالية كيف تراها؟


- الفترة الحالية والعامان القادمان هما أصعب سنتين علي الثورة المصرية بل أسود فترة، إلا إذا تفرغنا لبناء مصر بدءاً من اليوم بعيدا عن تهريج الإعلام المصري الذي لا يعي دوره التنويري والتنموي بدلا من البكاء علي اللبن المسكوب الذي يمارسه الآن وإذا انتبهت الحكومة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة لخطورة ما يحدث مع المستثمرين وأنا أقصد المستثمرين المحترمين وليس من سرق ونهب ساعتها ستمر الفترة بخير وسلام.

وماذا بعد العامين؟


- أنا متفائل جدا لأسباب عديدة منها أن لدينا إمكانيات وموارد وعقولاً تستطيع أن تبني 10 دول وليس دولة ولا أحد يختلف علي ذلك وفي ظل بناء مؤسسات قوية ودولة قانون أتصور أن يكون لدينا مجلس تشريعي متميز ورئيس جمهورية لديه رؤية وحلم وإرادة وباستكمال باقي المؤسسات نستطيع تحقيق كل طموحاتنا ولدينا من العلماء والخبراء في الخارج والداخل من هم قادرون علي بناء الوطن وتحقيق ما كنا نحلم به قبل ذلك ووضع مصر علي الخريطة العالمية.


كلمة أخيرة؟

- أقول وأكرر للمرة الثانية إنني مازلت أراهن علي أحفاد الفراعنة والعالم ينتظرهم بعد أن أعطوا للجميع درساً قاسياً من خلال ثورتهم المجيدة ومصر التي نريدها مرهونة بما سنفعله خلال هذه الفترة الصعبة.




اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية

عمارة: مؤامرة زراعية لتركيع الشعب

http://www.alwafd.org/index.php?option=com_content&view=article&id=40421:%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%E2%80%AC%E2%80%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A4%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%B9-%D9%88%D8%AA%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%E2%80%AE&catid=152:%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20&Itemid=413#axzz1M505dUKX