الأربعاء، 22 يونيو 2011

حوار د. محمود عمارة مع الوفد [ 22 يونيو 2011 ]

الأربعاء : 22 يونيو 2011 , أجرت الحوار : رانيا حفني

عمارة : مصر تحتاج إلى " أتاتورك " جديد

لأنه كان له نشاط كبير بين الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا .. ولأنه كان رئيسا للجالية المصرية في فرنسا .. ولأنه كان نائب رئيس اتحاد المصريين بالخارج في فترة الثمانينيات ورئيس جمعية رجال الأعمال في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية .. تم تكليفه منذ شهر بمسئولية ملف المصريين المقيمين بالخارج من قِبل د. عصام شرف رئيس الوزراء للاستفادة القصوى من الخبرات والكفاءات المصرية الموجودة في بلاد المهجر والمستعدة لخدمة بلادها بكل ما أوتيت من قوة وإصرار ....

لذا كان هذا الحوار مع د. محمود عمارة المكلف بهذا الملف الهام متطوعا بدون مقابل أو مسمى وظيفي .

1 ) ما هي أهم طلبات المصريين المقيمين خارج حدود الوطن ؟

في البداية أحب أن أقول إننا لم نستفد من إمكانات وخبرات ومدخرات المصريين بالخارج التي ليس لها حدود، والدليل أن تحويلاتهم النقدية المباشرة فقط وصلت إلى ٨ مليارات دولار في العام الماضي وحده ، مما يعنى أن المغتربين ثروة علمية ومالية ، وخبرات يمكنها أن تغير خريطة مصر الجغرافية ، وتسهم بشكل مؤثر وواضح في مستقبلنا.

وأحب أن أوضح أن مطالب المصريين بالخارج ثابتة ولم تتغير منذ سنة 1983.

فقد بح صوتنا في المطالبة ببعض التغييرات دون جدوى وهي نفس مطالبنا في الوقت الراهن ومن هنا يتبين أن مطالب الطيور المهاجرة يمكن أن تحل في أيام وليس في سنوات.

ولعل من أهم المطالب التالي : ــ

المطلب الأول :

----------------

الحق في التصويت علي انتخاب رئيس الجمهورية وعلي الاستفتاء الخاص بتعديل الدستور ..

وخلال شهر واحد فقط تم الموافقة علي هذا المطلب وسوف يتحقق للمصريين بالخارج هذا بالفعل من خلال جهاز خاص سيتم وضعه داخل كل قنصلية مصرية بالخارج ليدلي كل مصري بصوته مستخدما رقمه القومي. والحقيقة انني اطلب من الحكومة إرسال مندوب من وزارة الداخلية لتسهيل استخراج بطاقة الرقم القومي بالقنصليات لمن لن يتثني له النزول إلى مصر لاستخراجها لأول مرة مثلما يحدث بالنسبة للتجنيد.

المطالب الثاني :

-----------------

إنشاء مكتب لاستقبال العائدين عودة جزئية أو نهائية للرد علي أي استفسار أو سؤال أو للحصول علي معلومات أو بيانات تخص عمله أو دراسات جدوى أو تسهيلات.

وتم أيضاً تنفيذ ذلك من خلال مكتب مقره حإلىا 96أ ش احمد عرابي بالمهندسين.

المطالب الثالث :

-----------------

تواصل الجيلين الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج مع بلادهم من خلال " لوبي " يساهم في تحقيق الامتداد الجغرافي لمصر خارج الحدود خاصة أن من بينهم مبدعين ونجوما ونوابا في المجالس النيابية في دول المهجر.

المطلب الرابع :

---------------

وهو أصعبهم , وهو السماح للمصريين بالخارج بالتمثيل في المجالس النيابية وهذا ليس بدعة ولكن الجزائريون علي سبيل المثال لديهم ستة ممثلين في المجالس النيابية وأيضاً الفرنسيون الذين يبلغ عددهم 1,5 مليون فرنسي خارج حدود وطنه ولكن هناك منهم 11 سيناتور بمجلس الشيوخ الفرنسي ويعتبرون لسان حال للمغتربين ومقدمين لحلول واقتراحات فعالة لخدمة بلادهم.

وهذا المطلب سوف يتحقق حين ينتخب رئيس الجمهورية القادم الذي من حقه أن يختار عشرة معينين بالمجلس والذي نطالبه من الآن باختيار خمسة قد يكونوا من السفراء المتقاعدين أو من المصريين المقيمين بالخارج الذين يريدون خدمة بلادهم بتفان من خلال حل مشاكلها المستعصية بدراسات جدوى خلاقة.

2 ) خلال شهر كامل ما هي أهم المقترحات أو الدراسات التي وصلتك من المصريين المغتربين؟

يجب علينا أن نتذكر أن محمد علي باشا قد أرسل 100 مصري من الإسكافي إلى الطبيب والمهندس إلى فرنسا وعادوا بعد خمس سنوات وكانوا من الكفاءات والعلماء , فكيف لنا كمصريين مقيمين بالخارج وعددنا من 8 إلى 10 ملايين أن تحرمنا بلادنا من الاستفادة من خبراتنا ومن المشاركة في بناء مصر. والحقيقة لقد وصلني عدد كبير من دراسات الجدوى وبدأت في تجميعها لتكون أساساً لمشروعات قومية كبري. وسيتم مقابلتهم في مجلس الوزراء لمناقشة تلك المشروعات القادرة علي خدمة وتطوير البلد.

ولعل من أهم تلك الدراسات الدراستان اللتان تقدم بهما الاستشاري المعماري مخطط المدن المصري العالمي د. اشرف إسماعيل المقيم بانجلترا لحل مشكلة العشوائيات وأيضاً حل مشكلة إسكان الشباب.

الدراسة الأولي : تتضمن تطوير عشوائيات مصر بالكامل خلال خمس سنوات,

الدراسة الأولي : فكرة تضمن توفير شقة سبعين م2 للشباب بتكلفة لا تتعدي الخمسين ألف جنية فقط لا غير كتكلفة إنشاء وبيع ليكون في متناول يد الجميع وخاصة الشباب محدودي الدخل. جدير بالذكر أن ذلك سيكون بِاستخدام طرق إنشائية سريعة البناء وقليلة التكلفة ذات جودة عالية وأيضاً مطابقة للشروط السكنية للنظم الإنشائية المستخدمة في أوروبا وأمريكا.

كما وصلتني دراسة جدوى حول كيفية مضاعفة الدخل السنوي لقناة السويس من 5 إلى 30 مليار دولار من د. فوزي حماد وهو احد الخبراء المصريين الذي عمل بقناة السويس لمدة 15 عاما ثم لمدة 25 عاما أخرى في موانئ البحرين.

وصلتني كذلك دراسة جدوى من كندا لتحليه المياه المالحة وتحويلها إلى مياه تصلح لأغراض الزراعة وغيرها بتكلفة 8 سنت للمتر المكعب للمياه وهذا من ارخص ما يمكن كما يمكن توليد الكهرباء من نفس المشروع بقيمة 3 سنت للكيلو وات لخدمة المشروعات السياحية والصناعية .

وصلني أيضاً من م. ياسر الهلالي عقد ملكية لحوالي 60 فدانا بشمال السودان تصلح لإقامة بعض المشروعات التجريبية والدراسات تؤكد صلاحيتها لزراعة الذرة حيث يمكننا إنتاج 2,5 مليون طن ذرة سنويا أي ما يعادل نصف ما نستورد تقريبا في السنة.

ويوميا يأتيني الكثير من الاقتراحات والدراسات التي تضاف إلى بنك الأفكار.

3 ) وما هي إلية تنفيذ تلك المشروعات المقدمة ، أي كيف ستدخل حيز التنفيذ بالفعل ؟

كل الأفكار المطروحة أمامنا مقرها حاليا مركز دعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. وأنا الحقيقة أناشد كل مصري داخل أو خارج حدود الوطن بالمساهمة وبالاستمرار في إرسال الدراسات إلينا للاستفادة القصوى بتلك الخبرات. فمصر حاليا تحتاج إلى " أتاتورك " جديد فهو الذي أجبر الجميع علي خلع الجلباب وارتداء زي العمل ونحن في حاجة ماسة إلى نفس الشيء لنسرع في عملية بناء مصر.

وكلما تجمع لدي أربعة أو خمسة أفكار أقدمها إلى مجلس الوزراء ومن يثبت جديته سيقابله د. عصام شرف شخصيا لمناقشة تفاصيل وإلية التنفيذ وذلك بشكل أسبوعي ويدخل فورا في حيز التنفيذ بمجرد التأكد من ان الفكرة المقدمة تندرج تحت بند المشروعات القومية التي ستضيف لمصر.

4 ) وما هي فكرة شاشات الرصد الأسبوعي بميدان التحرير ؟

أناشد الجميع بالعمل الدءوب طوال ستة أيام في الأسبوع مع التفرغ كل يوم جمعة للخروج إلى ميدان التحرير للضغط علي قيادات الدولة في تنفيذ المطالب حتى آخر مدي . كما اقترح علي الشباب فكرة احتفظ بحق ملكيتي الفكرية فيها بأن يتم تعليق خمس شاشات في ميدان التحرير لتكون بمثابة عملية رصد أسبوعي علي الملأ:

1. الأولـــي : تبين عدد المواليد كل أسبوع

2. الثانيــــة : توضح عدد الأفدنة التي تم استصلاحها

3. الثالثــــة : تبين عدد المصانع التي تم تشغيلهــــــــــــــا

4. والرابعة : تبين عــــــــــــــــدد الســــــــــــــــــــــــــــــــائحين

5. الخامسة : فهي لرصد حجم الاستثمارات التي دخلت مصر خلال أسبوع

وبما أننا نعيش في عصر الشفافية حاليا فعلينا كشف حقيقة ما يحدث وهل نحن فعلا سنستطيع أن ننجح ونجهض مؤامرات أعداء الثورة أم لا.

د.محمود عمارة وموضوع [ الثروة السمكية وزراعة الأمل«5» ]

الاثنين، 20 يونيو 2011

الثروة السمكية وزراعة الأمل ( ٥ )



بقلم د.محمود عمارة ٢٠/ ٦/ ٢٠١١
=======================

فى سلسلة «زراعة الأمل»، لمشروع نهضة مصر، والتى بدأتها بعد الثورة مباشرة، وتشمل:

مشروع «1» «ممر قناة السويس»، الذى تحدث عنه رئيس الوزراء منذ أيام،

ومشروع «٢» لتحويل ٢ مليار متر مكعب مياها مالحة إلى مياه حلوة للزراعة بتكلفة ٨ سنتات للمتر، وبحجم كل ما تملكه إسرائيل من مياه تكفيها ذاتيا، وتصدر منها بـ١٨ مليار دولار منتجات غذائية وبذور وشتلات،

ومشروع «٣»: «لإنتاج الحرير».. بكل قرى مصر،

ثم مشروع «٤»: «نهر الأهرام».. الذى سيربط بين «أحدث معلم» عرفه العالم خلال الثورة وهو «ميدان التحرير».. وبين «أقدم أثر» عرفته البشرية وهو الأهرامات، لننقل السياح من الميدان بالمراكب فى النيل حتى مدخل قناة المنصورية أمام مستشفى المعادى العسكرى. ثم بـ«الجندول» حتى سفح أبى الهول بنزلة السمان بطول ١٢ كم، يرى على جانبى الترعة ما لا يتخيله عقل من إبداع، وأسواق وقرى فرعونية مفتوحة!!

واليوم أقدم لكم المشروع رقم «٥»: كيف تصبح مصر مخزنا للأسماك تكفى كل دول حوض النيل؟


بعد أن وضعت يدى على الأرقام الصحيحة، والبيانات المؤكدة، والمسطحات المائية التى خصنا بها الخالق دون غيرنا!!

فهل تعرف أننا نملك أطول شواطئ فى القارة الأفريقية، قلَّ أن توجد لدى أى دولة فى العالم؟

٣٤١٠ كم على البحرين الأحمر والأبيض، وحول قناة السويس
+ ٥٦٠٠ كم شواطئ لبحيرة السد العالى بخيراتها
+ ٢٠٠٠ كم للتسع بحيرات «البردويل + المنزلة + البرلس + إدكو + مريوط + قارون + التمساح والمرة + مفيض توشكى + بحيرة السد»..
ولدينا. ٢٦٠ كم شاطئ نهر النيل، ولن أضيف الترع والرياحات، أو حتى المزارع السمكية التى يمكن إنشاؤها فى قلب الصحراء، على المياه الجوفية، قبل استخدامها فى الزراعة و.. و... إلخ!!

ورغم ذلك نستورد ٣٢٠ ألف طن «نفايات أسماك» من أوكرانيا، وشرق آسيا.. ونأكل الأسماك الملوثة والمسرطنة من المصارف الصناعية، ومصارف الرى بكل المعادن الثقيلة،

فى الوقت الذى نرى فيه «المغرب» التى لا تملك سوى ٣ آلاف كم على نفس البحر، والمحيط.. وليس لديها بحيرات، ولا أنهار، أو حتى ترع.. أصبحت «أولى» دول العالم فى إنتاج السردين.. ورقم واحد فى أفريقيا، والـ٢٤ حول العالم فى مصايد أعالى البحار.. لتصدر سنويا بـ٢ مليار يورو أسماكاً طازجة، ومجمدة، ومملحة، ومجففة ومطبوخة، ومعلبة. والوجبة الشعبية بعد الكسكسى هى الأسماك المشوية والمقلية!!

والسؤال الآن:
-------------------
كيف تصبح «الثروة السمكية» أحد مكونات مشروع النهضة طالما أننا نملك كل هذه الإمكانيات والموارد؟

أولاً: بحيرة السد العالى: التى تنتج فقط ١٥ ألف طن سنويا أى ما يعادل «مزرعة عائلية» يملكها الحاج عبدالرحيم بلطية بكفر الشيخ، و«هى إحدى الفضائح التى أنتجها النظام الفاسد».. يمكن خلال عامين أن تتحول إلى «مخزن» أسماك لكل دول حوض النيل مجانا أو بسعر التكلفة «٢ جنيه للكيلو» لأسماك نقية مرباه فى أنظف بحيرة عالمية، وللمستهلك المصرى بعد النقل والتغليف والتبريد، والمصاريف الإدارية، وثمن الزريعة بـ٤ أو حتى ٥ جنيهات للكيلو.. «أرخص من كيلو العدس أو حتى الفول الذى نستورده»!!

و«البحيرة» «بها طحالب وغذاء طبيعى، مع تنميته علمياً من مراكز البحوث، ومع «صيد التماسيح» التى تلتهم حوالى ٢٥ طناً يوميا «كل تمساح يحتاج إلى ٥:٤ كجم يوميا * ٥ آلاف تمساح حسب بعض المصادر الموثوق فيها»!!

عموما فى مشروع تنمية البحيرة سوف يكون هناك «أكبر مزرعة تماسيح» فى العالم، ونواتها هى الخمسة آلاف تمساح الموجودة حالياً لتصبح مزاراً سياحياً من أسوان وحتى أبوسمبل.. والأهم هو «تصدير جلودها»، وهذا يخلق ورش عمل وصناعات يدوية وحرفية، رأيتها بعينى بمزرعة التماسيح بفلوريدا، قوامها ألف تمساح وليس خمسة آلاف يمكن مضاعفتها!! وهكذا سوف تتم تنمية كل بحيرة بما تملكه من مميزات، بـ«البردويل» مثلا كانت مخزن أسماك إسرائيل طوال فترة احتلالها سيناء، و«قارون» يمكن أن تكون «سويسرا» فى السياحة، وصناعات البارفانات والروائح، بزراعة ما حولها بنباتات عطرية، ونهر النيل من أسوان وحتى مشارف القاهرة.


والسؤال الثانى:
------------------
ما المطلوب لتحقيق كل هذه الأهداف؟

أولاً: الدعم السياسى بأن تتبنى الدولة هذا المشروع كما تبنت المشروع «١» ممر قناة «السويس» علماً بأنه لا يحتاج سوى ٢٥٠ مليون دولار.. لتدعيم وبناء مفرخات لإنتاج الزريعة المطلوبة، ولدعم المراكز البحثية.. ولنفتح الباب أمام القطاع الخاص «كما يحدث بالمغرب» لبناء الموانئ، والمصايد، والأساطيل، ووحدات التبريد.. وإنشاء مصانع «شباك الصيد» المطابقة للمواصفات، وإعداد الكوادر والفنيين.

ثانياً: سن التشريعات وتطبيقها للحماية من الصيد الجائر، ولمنع المخالفات لمحترفى التهريب، والصيد وقت التكاثر.

ثالثاً: إلغاء القانون العجيب والغريب، الصادر من ٧٥ سنة، والذى ينص على: منع تربية الأسماك على مياه نظيفة، وهذا يمنع السوق الأوروبية من استقبال أسماك مصرية، لأن وجود هذا القانون معناه أن الأسماك المصرية النهرية كلها مرباة على مياه قذرة!!

وتفاصيل عبيطة، وهبلة، تعوق أى تنمية، وتجعل أى مسؤول أو موظف يتردد، ويرتعش، ويحجم عن التوقيع على أى ورقة.. واسألوا رئيس هيئة الثروة السمكية، ومساعده المهندس «سعيد طه» المسؤول عن بحيرة السد، وكلها قوانين، وقرارات، ولوائح، يجب «حرقها» واستبدالها، وهنا يجب أن نفكر فى فصل الثروة السمكية، والداجنة، والحيوانية لتصبح لها وزارة مستقلة، لأن وزير الزراعة، مهما كانت قدراته، يعجز عن القيام بكل هذه المسؤوليات، ويكفيه قطاع الزراعة والفلاحة، واستصلاح الأراضى، وفى هيئة الثروة السمكية، والمعاهد البحثية، وبحوث التكنولوجيا الغذائية، وفى أقسام بعض الكليات هناك علماء، وباحثون على أعلى مستوى، وقادرون على إحداث هذه النهضة فى ٢٤ شهراً!!



باختصار:
------------
«لدينا مشروعات» و«مبادرات» مدروسة الجدوى فى كل القطاعات، كافية لقيام «النهضة الشاملة»، تحتاج منا «حوارات» لنتفق على ترتيب أولوياتها، فى ظل «رؤى» متكاملة، وبمسؤولية وطنية بعيداً عن المهاترات.. لنضع «خارطة الطريق»، فتصبح جاهزة للتنفيذ بمجرد اكتمال البناء السياسى، وانتخاب المجلس التشريعى، واختيار الرئيس القادم، وما يمكن تنفيذه الآن فهو «خير وبركة»، وسأظل «أراهن على أحفاد الفراعنة» القادرين على بناء «مصر الحديثة».


french_group@hotmail.com

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

د.محمود عمارة [ وجمعية خدامين مصر ]

«نهر الأهرام» وزراعة الأمل «٤»

بقلم د.محمود عمارة ٦/ ٦/ ٢٠١١

المهندس عمرو جودت يسكن بشارع الهرم منذ ٤٠ سنة.. ويعمل فى مجال السياحة إلى أن أصبح خبيراً فيه،

وبما أن شارع الهرم لم يعد هو نفس الشارع الهادئ، والجميل، بعد أن زحفت عليه العشوائية، والازدحام، والتلوث..

ظل المهندس «عمرو» يحلم بأن يكون هناك «طريق» آخر للسياح من نزلاء فنادق وسط البلد، أى من ميدان التحرير إلى «أبوالهول» مباشرة، وبعيداً عن هذا الشارع الذى «يشوِّه» صورة أحفاد الفراعنة..

ظل المهندس «عمرو» يفكر، ويفكر، ثم عاد يفكر، ويفكر فى كل الحلول، فطرح على نفسه «فكرة» نقل السياح «هوائياً» أى عن طريق «التلفريك» ولكن أسطح المنازل لدينا، وكما نراها من فوق، مليئة بـ«الأطباق» التليفزيونية مع «الكراكيب» والعشش،

فجاء الحل عندما طرح على نفسه هذا السؤال: ماذا لو نقلنا كل هؤلاء السياح من «ميدان التحرير» نهرياً، أى عن طريق نهر النيل، حتى مدخل «ترعة المنصورية»، التى تبدأ من أمام مستشفى المعادى العسكرى؟

فنهر النيل، والحمد لله، يتسع لنقل كل بضائع مصر، وغير مستغل كممر مائى، ثم ترعة المنصورية هى الأخرى موجودة، و«الزبالة» تغطى حوافها، والحيوانات النافقة تطفو على سطحها، فماذا لو قمنا بتنظيفها، وتوسعتها، حتى نزلة السمان أمام «أبوالهول»، والصوت والضوء مباشرة؟

وبدأ دراسته لهذا المشروع، الذى يبدو «بسيطاً» ولا يحتاج نزع ملكية، والتكلفة لن تزيد على نصف مليار جنيه، وعائده السنوى يقارب تكلفته، ناهيك عن المظهر الحضارى، و«النزهة» بين النيل، وهذا «النهر» الذى يمتد طوله ١٢كم من بدايته على النيل وحتى الأهرامات!!

١٢ كم فى هذا «النهر» بعد التوسعات، وخلق حياة، ومناظر هندسية من كبارى، ورافعات وأشكال مثل التى نراها فى «إبكوت سنتر» بديزنى لاند فلوريدا،

فمثلاً عملية نقل السياح أو رفعهم من النيل إلى بداية الترعة يمكن أن تستغرق «ساعة» من الإثارة، والبهجة، عندما ترفع «المركب» كله بمن فيه من تحت لفوق داخل أنابيب، ثم أنفاق ليرى كيف كان الفراعنة ينقلون «الأحجار» لبناء الأهرامات عندما كان «النيل» واصلاً حتى سفح الهرم،

ثم تبدأ «الرحلة» بهذا «النهر» ليرى السياح على الجانب الأيمن كيف كان يعيش قدماء المصريين.. قرية فرعونية مفتوحة «بمشاركة فلاحى وملاك هذه الأراضى ليتحصلوا على نسبة من عائد المشروع سنوياً» تجعلهم يتمسكون بهذه الأرض للزراعة، ولا يفرطون فيها أبداً لبناء العلب الأسمنتية، وعندما يصل السياح إلى مدخل نزلة السمان تتولى «حناطير» وخيول وجمال نقلهم وزيارتهم للأهرامات بشكل حضارى لأهم عجائب الدنيا السبع.

وبعد الزيارة، وفى طريق العودة، سيجدون على يمينهم وبطول ٨ كم أجمل «سوق» حضارية بها بوتيكات، ومطاعم، ومقاهٍ، وبازارات وكل ما يتخيله عقل من احتياجات السياح، وحتى المصريين، ليعود إما ماشياً على الأقدام، أو متنقلاً بـ«الجندول» حتى يصل إلى النيل، ليعود سالماً، ومبتهجاً، وسعيداً بقضائه أحلى أيام الزيارة، ليكررها البعض فى اليوم التالى أو قبل السفر للاستمتاع، وللشوبنج أيضاً وليستمتع بها كل المصريين!!

«المشروع» يبدو بسيطاً، وسهلاً، ومحافظ الجيزة الذى استقبلنى بصحبة المهندس «عمرو» صاحب الفكرة أبدى استعداداً طيباً، خاصة أن التمويل جاهز من عدة مؤسسات منها شركة استثمار «تركية» وأخرى سكندرية، ولم يبق سوى مناقشة التفاصيل، وكيف يصبح هذا المشروع صديقاً للبيئة، وعائده يعم على كل أهل المنطقة!


أمس الأول «السبت» عقدت نقابة المهندسين «ندوة» شرحنا فيها فكرة وأهمية «بنك الأفكار»، وقدمت عرضاً لبعض النماذج التى وصلتنى من خبراء مصريين بالداخل والخارج كلها تصب فى خانة «زراعة الأمل» وإعداد الملفات المدروسة، وإيجاد التمويل اللازم بعيداً عن ميزانية الدولة،

وكل هذه المشروعات بدءاً من مشروع «الحرير» ودودة «القز» التى أدخلها محمد على مع القطن والدخان، فالحمد لله أن قناة «أوربت» تبنت هذا المشروع وأصبح «عمرو أديب» هو الأب الروحى لتنفيذ هذه الفكرة، التى يمكن تعميمها بكل محافظات مصر، لتعود صناعة الحرير من تانى،

ومشروع «٢» وهو تحويل ٢ مليار متر مكعب مياهاً مالحة إلى «عذبة» بتكلفة ٨ سنت للمتر، فالمناقشات مع وزارة الكهرباء مستمرة ومشجعة ومبشرة،

وهذا المشروع «نهر الأهرامات» أعدكم بأننا سنراه على أرض الواقع يبدأ بنهاية هذا العام لينتهى خلال ١٢ شهراً،

ليبقى مشروع «ممر قناة السويس» الذى سيرفع دخل القناة من ٤.٥ مليار دولار إلى مائة مليار دولار سنوياً، فهذا هو الذى سيتطلب تدخل رئيس الحكومة أو المجلس العسكرى، وسنرفعه لهم خلال هذا الشهر للبت فيه، وهكذا فى كل المبادرات المدروسة التى وصلتنى ببنك الأفكار سنتابعها بجدية إلى أن تتم!!

الخلاصة:

======

هناك استثمارات تركية وصينية بالمليارات تبحث عن مشروعات فى مصر، وكل طلباتهم:

١- أن تكون المشروعات الطالبة للتمويل مدروسة الجدوى ولو مبدئياً.

٢- أن تكون هناك ضمانات قانونية لحماية استثماراتهم.

ولكن ستظل «مصر» هى أكبر، وأهم عنوان لجذب الاستثمارات بمجرد الاستقرار، ولهذا نحن ملزمون بإعداد ودراسة أكبر عدد من الملفات، والمبادرات، لنصبح «جاهزين» ومستعدين لـ«النهضة» التى ستحدث فى بلدنا خلال السنوات الخمس المقبلة، التى ستغير شكل الحياة فى مصر كما نتمنى جميعاً!!

french_group@hotmail.com