الأحد، 31 مارس 2013

ليلة القبض على مرسى «3»

د.محمود عمارة ,,,, الأحد 31 / مارس / 2013
__________________________________________

أشرنا سابقاً إلى أنه فى صيف 2013 خرج عشرات ومئات الآلاف من المصريين، يطاردون كل «إخوانى» أو سلفى متطرف.. بعد أن تأكد الناس وتيقنوا أن هذه العصابة مصممة على طمس هوية مصر.. لتحويلها إلى دولة فاشية فاشلة.. وأن حماسهم مقطرن بستين نيلة.. وصواميلهم مفككة، وعجزهم فاضح، وبدا نيتهم وجهلهم كاشف لمكرهم وخداعهم وكذبهم!!

وقلنا إن الجيش المصرى بعد أن فاض به الكيل ونفد الصبر، وعلا صوت الجماهير تطالبه بالحماية وبمقتضى القانون والدستور.. نزل إلى الشارع وانتشر فى كل مكان، ولقى ترحيباً واحتفاء بزيه العسكرى الجديد الذى يشبه ملابس المارينز الأمريكانى «التى لا يمكن تقليدها»، وبمعدات وأجهزة وتقنيات حديثة، وشباب تم تدريبه خصيصاً للتعامل مع المواطنين برفق، ومع المجرمين بقسوة، ومع الإرهابيين بلا رحمة!

وأنه بعد محاولة اغتيال الفريق السيسى وسفره للعلاج، ورد الجيش بتفجير مقر عباس هنية بمن فيه، وبعد الاشتباكات مع فلول القسام وبقايا الجماعات الإرهابية على الحدود الشرقية وإطلاقهم صواريخ «أرض أرض» على مطارى العريش والعلمين، وهجومهم على المنشآت السياحية بشرم الشيخ.. و.. و.. وبعد القبض على مرسى الذى كان مختبئاً لدى أحد تجار المخدرات الذى أعفى عنه بالمخالفة للقانون وعلى وزير داخليته محمد إبراهيم..

فالشارع منقسم بين «الإعدام بالمشنقة» التى نصبها الثوار بالتحرير، وبين مبدأ «المصارحة والمصالحة» بعيداً عن القصاص والانتقام والإقصاء حتى نبنى بلدنا بأسرع ما يمكن.. خصوصاً أن التحديات زادت والخزانة خاوية، والإفلاسات مستمرة، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد حرق المحلات والشوبينج سنترز وسرقتها، وبعد تفجير 5 كنائس، وتوليع مقرات الصحف المعارضة «الوطن - المصرى اليوم - الدستور - فيتو - الوفد».. و.. و..

والآن نحن بقاعة المؤتمرات، وكل وسائل الإعلام العالمية والمحلية تتابع وقائع جلسات التحقيق التى ستبدأ بعد قليل!! وما زال محامو حقوق الإنسان مجتمعين مع المتهم «محمد مرسى» ليسمعوا منه حتى يتمكنوا من الدفاع عنه، بعد أن رفض كل محامى مصر الدفاع عنه باعتباره «خائن للوطن» ومجرم حرب، وهناك لائحة اتهام بها 28 جريمة تستحق حبل المشنقة.

المحامى ناصر أمين يسأله: على ماذا كنتم تراهنون وأنتم تسيرون عكس اتجاه الشارع، وتجاهلكم لكل الأصوات الغاضبة «قضاة - محامين - إعلاميين - فنانين - أئمة مساجد - فلاحين - عمال - طلاب - ثوار - معارضين - مسيحيين - سلفيين».. فاضل مين؟

مرسى : همّه قالوا لى إوعى تخاف، وأقنعونى بالتالى:

1 - أن المعارضة ما عندهاش «مشروع» وبتوع كلام، وبيتخانقوا مع بعض، وبيتكلموا على بعض وما بينزلوش الشارع، وكمان طمنونى إن كوادرنا فى القرى والنجوع عندهم وسائل كتيرة هتضمن لنا أغلبية فى مجلس النواب، وبمجرد ما هناخد الأغلبية هنشكل الحكومة، ويبقى كده عندنا غطاء دستورى، وغطاء قانونى لأن إحنا اللى هنعمل القوانين والسياسات، وساعتها هنوافق على انتخابات رئاسية مبكرة، وكلها كام شهر وامشى، وممكن يرشحونى مرشد عام بعدين!

2 - وقالوا إن الأمريكان ما طلّعوش الكارت الأحمر ولا حتى الأصفر، لأننا كنا متفقين معاهم نلم كل الجماعات المتطرفة وطالبان والظواهرى وكل اللى بيهددوا مصالحهم من الجهاديين ويبقوا تحت مظلتنا، ونضمن لهم أمن إسرائيل، وهمّه يسبونا نحكم!

3 - وقالوا إن الشعب المصرى هيزهق، وييأس ويهمد، وكل واحد فى النهاية هيدور على أكل عيشه، وإن الإعلام هو المشكلة وإنهم هيعملوا حزمة قوانين وإجراءات تسكت أى صوت، وكله هيبقى بالقانون، واللى ما نقدروش عليه، هنعتقله أو نخطفه.

4 - وبعدين إحنا كان عندنا مشروعات زى ممر قناة السويس، وتوزيع «أراضى صحراوية» على الشباب، وإن الخير كتير، وسلطان بروناى وعدنا بـ«عشرة مليار دولار» والتنظيم الدولى «خمسة مليار» وبعض إخوانا من رجال الأعمال فى جمعية «ابدأ» وعدونا بخمسة كمان + الصكوك قالوا هتجيب عشرين مليار فى أول سنة، وده كان كل احتياجاتنا من العملة، وكان عندنا خطط لكل حاجة، بس بعد الشعب ما يسكت شوية، والعيال دول اللى بيسموا نفسهم ثوار يتلموا فى السجون كله هيخاف.. وعايز أقول كمان إن الوحيد اللى كان بيخوفنا فى انتخابات رئاسية قادمة كان حمدين وشفيق، وعلشان كده كان لازم نتخلص من الاتنين..

وانتهى الوقت المحدد للقائه بالمحامين.. ويدخل المتهم إلى غرفة التحقيقات لتبدأ الأسئلة:


س: اسمك؟
ج: محمد محمد مرسى عيسى العياط.
س: السن؟
ج: 62 سنة.
س: الوظيفة؟
ج: يتلعثم ويتلجلج، ثم ينهض فجأة رافعاً إصبعه.. وبصوت عالٍ مهدداً: أنا لسه رئيس مصر.. وأنا أول رئيس منتخب، لا تنحيت ولا اتخليت عن منصبى ولا قدمت استقالتى، «أنا عايز أتعامل كرئيس».. وامتقع وجهه الذى كان شاحباً لدرجة تثير الشفقة.. ثم وقع على الأرض مغشياً عليه.. وقرر الأطباء نقله إلى غرفة الإنعاش بسجن ليمان طرة.. وهى نفس الغرفة التى كان مقيماً فيها الرئيس الأسبق مبارك، وسبحان مغير الأحوال!

ونفتح التلفاز لنسمع:

الخبر الأول: المجلس الرئاسى يبحث تشكيل حكومة إنقاذ وطنى من الخبراء والمتخصصين بعيداً عن الانتماءات الحزبية، ولقاء مع محمد العريان وفاروق العقدة بعد رفض رشيد تشكيل الحكومة، وإعلان استعداده ليكون مستشاراً للدولة كمتطوع، وكثيرون يرفضون المشاركة بسبب التشريعات الفاسدة، وغابة القوانين المتضاربة والمكبلة، ويطالبون بتشريعات جديدة وحديثة، وقوانين واضحة تمكنهم من القفز على البيروقراطية العقيمة والروتين العفن أو إعلان دستورى يعطيهم صلاحية مخالفة هذه القوانين الفاسدة!

الخبر الثانى: دعوة «نيلسون مانديلا» كضيف شرف للمؤتمر الوطنى الذى سيشارك فيه الخبراء والمتخصصون والعلماء من المصريين بالخارج والداخل ودعوة «مهاتير محمد» متحدثاً عن تجربته فى ماليزيا، وأردوغان وسيلفا دى لولا يعتذران لظروف شخصية.

الخبر الثالث: عودة النائب حمدى الفخرانى من رحلة علاجية بعد شفائه بسبب محاولة الاغتيال التى تعرض لها، والشباب يستقبله بالمطار ويطوف به ميدان التحرير.

الخبر الرابع: وزارة الصحة تعلن عن وفاة ألفين من الـ86 ألف مصاب، ليصل عدد الوفيات إلى 5500 مصرى ومصرية منذ بداية الأحداث.


وخبر عاجل: القبض على المرشد محمد بديع وبعض أعضاء مكتب الإرشاد على الحدود السودانية وهم بملابس منتقبات، وجرجرتهم فى الشوارع قبل أن يصل حرس الحدود لإنقاذهم من موت محقق على طريقة القذافى!!


ونستكمل الأحد المقبل بإذن الله.



الأحد، 24 مارس 2013

ليلة القبض على مرسى (2)


د.محمود عمارة ,, الأحد 24 / 03 / 2013


ملخص سريع لمن لم يقرأ الحلقة الأولى: 

والتى تحدثنا فيها عن أهل المحروسة الذين خرجوا صيف 2013، بعد أن اسودت عيشتهم.. يطاردون أى «إخوانى» وكل سلفى متطرف بسبب سياسات مرشدهم وتنظيماتهم التى انتهت بجرجرة المجتمع إلى حرب أهلية، مات فيها 3500 مواطن، وأصيب 86 ألفاً، و4 آلاف مفقودين!! 

وكيف تم القبض على الرئيس السابق محمد مرسى.. وقتل ابنه بتاع «هقلعك الميرى، وقعدك جنب أمك».. و.. و.. 

وذكرت فى هذا «الحلم» أو هذه «الرؤيا». أننى كنت «المحقق» مع هذا المتهم بـ28 جريمة خيانة عظمى، أقلها ستؤدى به إلى حبل المشنقة!! 

وأن المصريين منقسمون بين إعدامه بحبل المشنقة التى علقها الثوار بميدان التحرير، وبين المطالبين «بالمصارحة والمصالحة» بعيداً عن الانتقام والإقصاء حتى نتمكن من إعادة بناء مصر بأسرع وقت ممكن.. وقلنا إن «مرسى» قال قبل التحقيق: إنه سيعترف بكل التفاصيل.. بس عايز يصلى ركعتين على روح ابنه.. وهو لا يعلم أن ابنه الشهير بـ«يا بغل» فى غرفة الإنعاش بعد أن أمسك به الشباب عند محاولته الهرب إلى غزة مع بعض أعضاء مكتب الإرشاد! 

وقرأنا فى البيان العسكرى عن محاولة اغتيال الفريق السيسى، وكيف رد الجيش بتفجير مقر إسماعيل هنية أثناء اجتماعه مع قادة القسام وقتلهم جميعاً.. لضلوعهم فى تفجير 3 سفن بمدخل قناة السويس، ورصيف للحاويات بميناء دمياط لمنع الإمدادات الغذائية والبترولية و.. و.. 

ثم تشكيل «مجلس رئاسى» ضم أشرف ثابت، عن الجماعات الإسلامية، وحلمى الجزار، عن الإخوان، وأحمد دومة، ونوارة نجم، عن الشباب وآخرين..
وتحدثنا عن عودة الفريق شفيق بصحبة ابن المرحوم الشيخ زايد الذى قدم شيكاً بخمسة مليارات دولار.. وسفر عمرو موسى للبرلمان الأوروبى، والبرادعى لأمريكا لاجتماع مع الكونجرس.. وتماثل حمدين صباحى، وعزازى، وخالد يوسف للشفاء بعد تفجير مقر التيار الشعبى واستشهاد 18 شاباً، وجرح 36.. و.. و.. 


والآن مع الحلقة (2): 

الشرطة تتعافى بعد القبض على وزير الداخلية «حمادة هيما» على رأى «عكاشة» المخطوف منذ بداية الأحداث وتعيين شاب برتبة عميد وزيراً للداخلية.. ووصول 4 آلاف بوكس + 5 آلاف دراجة بخارية مجهزة بأحدث التقنيات كهدية من اليابان.. وبعد إعلان قيادة مشتركة مع القوات المسلحة لإعادة الانضباط للشارع بعد حرق مئات المحلات والشوبينج سنتر وسرقتها.. وتفجير مقهى ريش بمن فيه من مثقفين وكتاب وأدباء و.. و.. 

وبعد القبض على 900 من عناصر حمساوية واعترافهم بقتل وسحل واختطاف لثروت الخرباوى - وحيد حامد - أحمد آدم - باسم يوسف - هانى رمزى - حمدى رزق - بلال فضل - يوسف الحسينى - ريم ماجد - يسرى فودة - جابر القرموطى. وآخرين ستأتى أسماؤهم بالتحقيقات!! 

يدخل المتهم محمد مرسى قاعة المحاكمة مقيداً بالكلبشات.. مرتدياً زياً غريباً يشبه الأزياء الهندية المزركشة.. وقبل بدء التحقيق يطلب محامو حقوق الإنسان المصريون الانفراد به ليسمعوه كى يتمكنوا من الدفاع عنه.
حافظ أبوسعدة: احكى لنا يا دكتور، وفسر لنا، وفهمنا إيه الحكاية حتى يمكننا إقناع الناس بإقرار مبدأ «المصارحة والمصالحة» وإنت من شوية قلت إنك هتعترف بكل حاجة! 

المتهم: بسم الله الرحمن الرحيم
فى الحقيقة أنا قعدت فى الاتحادية غصباً عنى، وكانت شغلتى اعترض على طلبات خيرت الشاطر ومحمود عزت اللى كانوا السبب فى بوظان المشروع بحماقاتهم، ومحدش كان عايز يسمع كلامى، وأنا معرفش حكاية الخمس كنايس اللى اتفجروا دول، ولا عندى خبر عن موضوع الإرسال التليفزيونى.. ولا أعرف إزاى ضربوا مقر حمدين صباحى، وأهو زى ما انتوا شايفين همه كلهم هربوا على تركيا وقطر وغزة وأنا اللى خسرت ابنى «ولا يعلم أن ابنه الثانى بتاع يا «بغل».. مات فجر اليوم، وتم نقله لمشرحة زينهم المكدسة بجثث الشباب المفقودين».. ثم يقسم بأنه كان كل ما يعترض يقولوا له «دى أوامر التنظيم الدولى» اللى جابك رئيس وأنا معرفش أى حاجة من اللى أنا سمعته دلوقتى. 

ويقاطعه أمير سالم بانفعال وبصوت عالٍ جداً: بقول لك إيه.. انت هتقعد تلف وتدور وتكدب تانى.. مش كفاية دخلت البلد فى حرب أهلية لولا ستر ربنا كان زمان الدم للركب.. بص بقى يا تعترف بحق وحقيقى وتقول لنا انتوا كنتوا ناويين على إيه لو قعدتم فى الحكم 4 سنين؟.. ومين دول بتوع التنظيم اللى بتتكلم عنه؟ والبلد دى كان مصيرها إيه لو كانت خطتكم نجحت؟.. وإلا جهز رقبتك لحبل المشنقة بالتحرير!! 

المتهم محمد مرسى: يدفن وجهه بين راحتيه ويعود للبكاء ويطلب تانى إنه يصلى ركعتين!!


والتليفزيون المصرى يعلن: 

* اجتماع لعمداء كليات الحقوق مع كبار أساتذة القانون لمراجعة منظومة التشريعات الفاسدة وتنقية غابة القوانين التى أنتجت الفساد والفقر والتخلف.. باعتبارها أكبر تحدٍ لمشروع نهضة مصر.. والكل يعترف بأنه مهما أتينا بعباقرة وعلماء وخبراء العالم فلن يفلحوا إلا إذا تم: (أ) وضع آليات لتفعيل القوانين السليمة، (ب) حذف وحرق التشريعات والقوانين الفاسدة المعطلة، (ج) استحداث قوانين وتشريعات تناسب العصر، وتساعد على نهضة هذا البلد.

* فى المؤتمر الاقتصادى المنعقد الآن بجامعة القاهرة «دراسات جدوى» تثبت أننا من أغنى دول المنطقة وإمكانياتنا، ومواردنا والميزات التى نمتلكها قل أن توجد لدى أى دولة غير بترولية حول العالم.. وعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك دراستان تثبتان أننا خلال 6 أشهر يمكننا توفير سيولة مالية تغطى عجز الموازنة، وفوائض تكفى لبدء «المشروع القومى للنهضة» الذى يحقق العيش والعدالة والكرامة!!

مثال: 

1- هناك «خردة» حكومية على مستوى الجمهورية من حديد وصاج ومعدات قديمة، وماكينات كهنة و.. و.. تقدرها الدراسات بحوالى 8 مليارات دولار وتركيا مستعدة لشرائها لتصنيع الحديد وخلافه!! 

2- هيئة سكك حديد مصر تمتلك 100 مليون متر مربع بجوار محطات القطارات فى قلب مدن الجمهورية، وغير مستغلة حتى فى الإعلانات أو بناء شوبينج سنتر، وأن الأهالى بدأوا بعد الانفلات فى وضع أيديهم على أجزاء منها.. تصور لو بعنا 50 مليون متر، والمتر الآن = من 20: 40 ألف جنيه يعنى 50 مليون فى 20 ألف = كام؟ (تعرف تحسبها)= تريليون جنيه على 7 جـ = كام مليار دولار!!
وعشرات بل مئات الدراسات سنتعرض لها مستقبلاً.. ولكن نكتفى بهذا القدر لضيق المساحة!! 



ونستكمل التحقيق مع المتهم محمد محمد مرسى عيسى العياط الأحد المقبل بإذن الله


الأحد، 17 مارس 2013

ليلة القبض على مرسى «1»

د. محمود عمارة .....   17-03-2013 



د.عمارة
ما أعادنى للكتابة بعد عام كامل.. هو هذا الحلم أو هذه الرؤيا، وعلى نفس السرير الذى حلمت فيه لمبارك قبل رحيله بأربعة أشهر بالضبط!!

رأيت فى هذا الحلم الجديد.. أن أهل المحروسة بعد أن اسودت عيشتهم واتخربت بيوتهم، وأظلمت الدنيا فى وجوههم وأهينت كرامتهم وفقدوا الأمل والحلم.. أنه فى صيف 2013 خرج المصريون بعشرات ومئات الآلاف يطاردون أى إخوانى وكل متطرّف سلفى فى كل مدن وقرى ونجوع مصر، وتم القبض على المئات من ميليشيات حماس الحاملين لبطاقات هوية مصرية.. بعد محاولات اغتيالهم بعض رموز المعارضة بدءاً من إبراهيم عيسى وعبدالحليم قنديل واختطافهم لتوفيق عكاشة وأحمد الزند.. وتفجيرات لسيارات محمود سعد، وعمرو أديب ولميس الحديدى، وعشرات سترد أسماؤهم فى التحقيقات لاحقاً، وبعد قتل 3500 مصرى ومصرية!!

عشرات ومئات الآلاف نزلوا فى كل ميادين مصر بعد الانقطاع الدائم للكهرباء وتوقّف كثير من الأفران، وبعد صدور حزمة قوانين مقيّدة للحريات، وبعد تفجير الإرسال بمدينة الإنتاج الإعلامى، وبدأت منظمات حقوق الإنسان تتحرك ضد هذا الغشم والاستبداد والديكتاتورية الدينية، فصدر قرار من الاتحاد الأوروبى بسحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع «مرسى»، وضغطوا على الولايات المتحدة للموافقة على نزول الجيش وتشكيل مجلس رئاسى انتقالى لعامين يتم خلالهما عمل دستور جديد.. وانتخابات حقيقية تحت إشراف دولى، ثم انتخاب رئيس للبلاد، ووافقت أمريكا خصوصاً بعد محاولة اغتيال الفريق السيسى وسفره عندهم للعلاج، وبعد رد الجيش بتفجير مقر إسماعيل هنية أثناء اجتماعه مع قيادات كتائب عز الدين القسام وقتلهم جميعاً!!
رأيت أيضاً فى هذا الحلم أو الرؤيا أن الشرطة بعد تعيين وزير داخلية آخر قد ألقت القبض على محمد مرسى بعد أسبوعين من اختفائه لدى أحد تجار المخدرات الذى كان معه بسجن وادى النطرون، وأفرج عنهم بمزاجه، وبالمخالفة للقانون!!

وبما أننى خريج حقوق القاهرة ولست من خريجى الزراعة كما يتصور البعض من كثرة ما كتبت عن الزراعة، فقد وجدت نفسى فى هذا الحلم أننى المحقق مع المتهم محمد مرسى!!

الملايين فى الشوارع منقسمون.. نصفهم يطالب بإعدامه فى ميدان التحرير ومعه من تم القبض عليه من مكتب الإرشاد الذى أحرقه المتظاهرون، والنصف الثانى يقول: لا.. يجب ألا نكرر الخطأ.. وعلينا بمبدأ المصارحة والمصالحة حتى نتمكن من بناء بلدنا بسواعد وعقول وتعاون كل المصريين بمن فيهم الإخوان العاقلون والسلفيون المعتدلون.

المحاكمة بقاعة المؤتمرات، والشرطة العسكرية تأتى به فى طائرة عسكرية، مقيداً بالكلبشات، وبدا وجهه مسوداً والكدمات وأثار الدماء ظاهرة أثناء القبض عليه بعد أن خلّصوه من أيادى المواطنين بصعوبة بالغة، ولولا الشرطة العسكرية للقى مصير القذافى!!

المفاجأة كانت فى حضور عشرات من المحامين المصريين لحقوق الإنسان: (نهاد البرعى - أمير سالم - ناصر أمين وغيرهم) بعد أن رفض كل محامى مصر الدفاع عنه بمن فيهم فريد الديب!!


أمام المحامين قلت له: إنت الآن مقبوض عليك.. وأقل جريمة فى لائحة الاتهام الـ28 ستؤدى بك إلى حبل المشنقة.. فإذا كنت راغباً فى المصارحة والمصالحة فما عليك إلا أن تعترف بكل ما جرى من 25 يناير وأثناء الثورة وحتى ليلة القبض عليك. «مرسى»: يتلجج ويتمت.. ويضع يده على وجهه بعد أن تكسّرت نضارته أثناء اعتقاله.. ثم دخل فى نوبة بكاء.. وبعد أن أنهى على علبة المناديل التى كانت أمامى.. قلت له: هاه، هتعترف ولّا..


فقاطعنى قائلاً: شوف يا سعادة الباشا: أنا عمرى ما حلمت أكون حتى رئيس جامعة.. وأديكو شفتم أنا ماكنتش مرشح نفسى.. بس همه الله يجازيهم، همه اللى عملوا فيّا كده، وأنا قلت لهم ننتظر 4 سنوات نجهز نفسنا ونعرف الدنيا ماشية إزاى.. قالوا: لأ دى فرصتنا والتنظيم الدولى شايف إن إحنا ناخد الناس على مشمّهم، واضرب الحديد وهو ساخن، وآدى النتيجة!!

ثم عاد للبكاء.. وقال: خلاص أنا هاعترف بكل حاجة بس عايز أصلى ركعتين على روح ابنى اللى قتلوه أول يوم فى رمضان، ابنه (بتاع «هاقلعك الميرى وأقعدك جنب أمك»).. ولا يعرف أن ابنه الثانى (الشهير بـ«يا بغل») فى غرفة الإنعاش بعد مطاردة آلاف الشباب له عند محاولته الهرب إلى غزة!!

نفتح التليفزيون المصرى بعد تعيين أسامة الشيخ مسئولاً عنه لنسمع عن:

- عودة الفريق شفيق وبصحبته ابن المرحوم الشيخ زايد الذى يقدم لمصر شيكاً بخمسة مليارات دولار، وشفيق يعلن عدم ترشّحه لأى شىء وأنه فى خدمة مصر كمتطوع.

- عمرو موسى يقابل ميركل وهولاند.. ويلقى خطاباً بمقر الاتحاد الأوروبى يطالبهم بتبنى مشروع شبيه بمشروع «مارشال»، ويحيى مبادرة «دوفيل» أم 9 مليارات.

- الإفراج عن حسنى مبارك، والسعودية والكويت تتعهدان بالمساعدة، واجتماع لدول مجلس الخليج.

- ساويرس يصل القاهرة ومعه بيل جيتس وعشرات من المستثمرين العالميين.

- اتحاد الصناعات وجمعيات رجال الأعمال تعلن عن تبرعات لمصر بقيمة 2 مليار جاهزة.


- البرادعى يسافر للقاء أوباما، مطالباً بدعم مشروع «مارشال» العربى والمقدّر مبدئياً بخمسين مليار دولار، والكونجرس يبحث.

- الجاليات المصرية بالخارج تجتمع وتقرر المشاركة الفاعلة بالدعم وزيادة التحويلات والاستثمار على أراضى وطنهم الأم.

- ومجموعة من اقتصاديين مصريين تتقدم للرأى العام بمشروع اقتصادى ومشروع اجتماعى لنهضة مصر فى كل المجالات.. و.. و.. إلخ.
 

ونستكمل التحقيق واعترافات محمد مرسى الأسبوع المقبل..