الأربعاء، 5 يونيو 2013

«الفريق» شفيق و «الشاويش» مرسى

د.محمود عمارة 25 / مــــــــــــــايو / 2013
-------------------------------------------



عشرة أيام فى عرض البحر الأبيض، بعيداً عن هذه الوشوش العكرة لشيوخ المنصر.. «كروز» من إيطاليا - جنوه، مروراً بجزيرة سيشل - تونس- إسبانيا - موناكو.. ووسط 3 آلاف سائح على ظهر السفينة العملاقة.. فى أول عشاء وجدنا أنفسنا على طاولة كلها مصريون لا نعرف بعضنا، ولكن إدارة المركب هى التى جمعتنا من بيانات الحجوزات !!

بعد التعارف.. اقترحت على الجميع أن يكون هذا العشاء هو الأول والأخير مع بعضنا.. حتى لا نفسد الرحلة بالنقاشات الموجعة والمملة عما جرى لمصر ولنا، فى ظل حكم عصابة القراصنة التى تهرول للتمكين والتمكن من أم الدنيا!!
الجالس على يمينى جنرال سابق بالبحرية، وحرمه الأستاذة بجامعة الإسكندرية.. فى مواجهتى مصرى مقيم بسويسرا وزوجته ألمانية ترطن بالعربية وبجوارهم عميد متقاعد بالصاعقة يمتلك شركة لاستيراد قطع الغيار وعلى يسارى عريس ضابط شرطة برتبة نقيب، ووالده من أعيان الصعيد..
وبدأ الحوار:
جنرال البحرية : موافقك تماماً على اقتراحك حتى نستمتع بالرحلة التى هربنا فيها من هذه الوجوه المتجهمة والأدمغة المملوءة بالصراصير.. هؤلاء الكاذبون الذين توسمت فيهم خيراً وكنت متصوراً، للأسف، أنهم فاهمون ومحترمون لإسلامنا الوسطى، فأعطيتهم صوتى، والآن أضرب نفسى بالجزمة على غبائى!!
وتتدخل زوجته أستاذة الجامعة: أنا أعطيت صوتى لعمرو موسى باعتباره رجل دولة، ومصر بعد خطايا طنطاوى الخرع، وشريكه الفاشل عنان، تحتاج إلى قائد فاهم كواليس المطبخ والرئاسة يستطيع أن يرفع السماعة على أوباما وميركل وساركوزى وكل القادة العرب، وفى الإعادة أعطيت صوتى لشفيق رعباً من مرسى وعشيرته، والآن أنا مع حمدين صباحى إذا البرادعى مانزلش!!
عميد الصاعقة المتقاعد : الحمد لله إن ربنا كشفهم قدام الشعب، وكان ممكن جداً يضحكوا علينا لغاية ما يتمكنوا، وكانت تبقى وقعة سودا، والبلد تروح مننا.. وأنا أؤكد من خلال احتكاكى بالناس والتجار، فلن يستطيع هذا المرسى أن يستمر لنهاية 2013، لأنهم «مسعورين ومستعجلين» على تحويلها إلى «إمارة» فى مشروعهم الخيالى والساذج بما يسمونه الخلافة الإسلامية هوه فيه واحد عاقل يقدر يرجع التاريخ ألفاً وخمسمائة سنة للوراء ... حتى عبدالمنعم أبوالفتوح، وسليم العوا، وكمال الهلباوى والعظيم ثروت الخرباوى وقبلهم السنهورى والمراغى، قالوا إن هذا خيال مستحيل، وأمامنا تجربة الإخوان فى السودان التى انتهت بتقسيمها، وشوف الصومال وباكستان وأفغانستان، وأى مكان تظهر فيه مثل هذه التهيؤات والتخاريف تنتهى بتقسيم البلد، وعشان كده همه مستعجلين على مشروع قناة السويس، بس دا لما يشوفوا حلمة ودنهم.. أنا راجل خدمت عمرى كله فى الصاعقة فى سيناء، والجيش من أصغر رتبة لأعلى قيادة لن يسمح بهذه الخزعبلات..

رئيس الأركان قال : لو الشعب طلبنا هنكون فى الشارع بعد دقيقتين.. يعنى انزل يا شعب بالملايين وعبر عن خوفك وحبك لبلدك.. فيه ناس بتقول إن السيسى بيميل للإخوان، لأن عمه كان إخوانى.. دا كلام مصاطب.. لا سيسى ولا غيره يقدر يسيب شوية جهلة يدمروا مصر.. ولو حصل ده هيقوم العمداء والعقداء والنقباء بثورة على السيسى ويحبسوه ويحاكموه ويتولوا قيادة الجيش.. كل الحكاية إن السيسى ما يقدرش يعمل انقلاب على مرسى ومنتظرين الشعب ينزل الشوارع ويسحب الشرعية منه، لأن الأمريكان بيقولولك : انتظر وأعطى فرصة للطريق الديمقراطى علشان الناس تتعلم مبادئ الديمقراطية، علشان كده: أنا بأدعو كل المصريين ينزلوا الشوارع فى مظاهرات سلمية وما يخافوش من حكاية الميليشيات الحمساوية أو الإرهابية إحنا عندنا وحدات فى الجيش بتآكل الثعابين والسحالى صاحية، ودول شوية خفافيش، شوف فى مالى أول ما نزلت مجموعة من الجيش الفرنساوى هربوا فى الشقوق زى الصراصير.. أكرر ما تخافوش أجهزة الأمن والجيش عندهم دلوقتى سيناريوهات وخطط لسحق أى ميليشيات أو مجموعات.. انزلوا فى 30 يونيو بالملايين وشوفوا جيشكم هيعمل إيه؟!


النقيب العريس:

البلد دى مش هتتغير إلا بمجموعة من أصحاب الروح الثورية القادرين على تغيير قواعد اللعبة ووضع سياسات تحقق أهداف الثورة علشان كده أنا مع حمدين، لأنه طول عمره ثورى وقلبه أبيض ويقدر يجمع كل العقول والخبرات وينهض بمصر.. بس أنا خايف عليه من أمريكا وإسرائيل.. لأنه ساعات بيظهر فى صورة عبدالناصر القومى المعادى لإسرائيل واتفاقية السلام.. غير كدة بالنسبة لى هو أفضل شخصية على الساحة بعد البرادعى، لكن البرادعى مش عايز يوسخ قميصه وعلى فكرة إحنا فى الشرطة، معظم الشباب ضد الوزير بتاعنا المتأخون ومعاه مجموعة معروفة فى الوزارة، لكن وقت الجد إحنا مع الشعب لاستكمال الثورة بأى ثمن لأننا مصريين وبنحب البلد دى!!
المصرى السويسرى:
sorry، أنا عايز أقول إن إحنا المغتربين مهمومين وغضبانين وخايفين على مصر أكثر منكم.. الأجانب اللى كانوا بعد الثورة بيرفعوا لنا القبعة، دلوقتى مش فاهمين حاجة من اللى بيجرا فى مصر.. بيسألونا: هو صحيح مصر هتبقى زى باكستان وإيران.. واحد فرنساوى إمبارح بيقول لى: أنا لو مكان الأمم المتحدة وبما إن 60٪ من آثار العالم فى مصر، وهى ملك البشرية والحضارة الإنسانية جمعاء.. ما كنتش أسمح أبداً إن البلد دى تقع فى إيد مجموعة إرهابيين.. مصر دى فى الكتب من الحضانة لغاية الأفلام والمسلسلات، وفى الكنائس.. مصر دى أم الدنيا، وسألنى: كيف تسمحون يا أحفاد الفراعنة بأن يختطفها عصابة ظلامية ممكن تفككها وتفتتها، وتحولها إلى أقاليم ثم إمارات للقاعدة وحماس وأخواتها، «زوجته الألمانية مكشرة شكل ميركل مع مرسى، وبتهز رأسها مستنكرة وموافقة مع جوزها».
وعلى فكرة أنا خايف جداً على ما سيحدث بعد رحيل مرسى!!
وأسأله: خايف من إيه؟
خايف إن جماعتنا فى المعارضة يتفرقوا ويختلفوا والدليل إن بعضهم رافض حتى توقيع شفيق على ورقة «تمرد» والعقل يقول إن إحنا لازم نكون «إيد واحدة»، لأن الإخوان مع السلفيين وعشيرتهم هيكونوا فى الانتخابات إيد واحدة إذا ترشح واحد سلفى اسمه أبوإسماعين أو حتى إسمه «أبو جلامبو» وسيبك من خلافاتهم حالياً فهم مختلفون الآن على تقسيم الغنائم وليس على المبدأ.. . وعشان كده أنا شايف إن «شفيق» بما يمثله من شعبية يجب التعاون والاتفاق معه حتى لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. يعنى بعيداً عن الرومانسية والمثالية.. الواقع يفرض نفسه على الجميع بالاصطفاف، ونبذ أية خلافات.. إحنا قدام «عصابة» بتخطف البلد وتستأثر بها كأنها ورث أهل الحاج بديع.. ومرسى ده لولا الخمسة فدادين بتوع الزعيم عبدالناصر كان زمانه متطوع بالإعدادية فى الجيش برتبة شاويش أو كبيره صول فى المعاش، يعنى «إيش جاب لجاب».. الفريق ولا الشاويش؟.. شوف مرسى بيأخذ القرارات إزاى؟ دا ما ينفعش قائد!!







ويلتقط الخيط سيادة اللواء الذى أعطى صوته لمرسى ويضرب نفسه بالجزيمة: بصوا يا جماعة.. فعلاً يجب أن نتعامل مع الواقع، والواقع مؤلم ومحزن وعلينا تغييره، بالنزول للميادين والشوارع فى 30 يونيو.


ولهذا أقترح:

1 - أن يتفق كل ممثلى المعارضة والنقباء والأندية على كتالوج واحد مكتوب فيه واحد اتنين تلاتة: كيف نكتسحهم فى أية انتخابات وهذا يتطلب اتفاقاً بين البرادعى وموسى وحمدين وشفيق والبدوى والزند وعاشور ورشوان الصحفيين ونقيب الفنانين والفلاحين والعمال وخلفهم كل الشخصيات الوطنية مع كل الشباب الثورى «إيد واحدة».
2 - نتفق على مرشح واحد للرئاسة سواء كان حمدين المحبوب، أو شفيق صاحب الشعبية باعتبار أن البرادعى وموسى لن يترشحا.
3 - كيف نستفيد من إمكانات وقدرات كل هؤلاء؟
البرادعى فى الطاقة النووية السلمية والمنظمات الدولية..
عمرو موسى فى العلاقات الخارجية
وشفيق المحبوب فى الإمارات والسعودية والكويت القادر على جمع 30، 40 مليار دولار من أبناء الشيخ زايد وغيرهم، والموثوق فيه لجذب المستثمرين العرب..

فمصر التى سنتسلمها من مرسى ستكون عبارة عن خرابة..
وحمدين هو الوجه المقبول لتوحيد وإقناع الشباب الثورى لتحقيق أهداف الثورة.. ونسينا أبوالفتوح باعتباره وجهاً ناصعاً ومستقيماً ومنفتحاً، وله أتباعه ومحبوه .
وكذلك عمرو خالد، وخالد على وغيرهما من المخلصين!!

الخلاصة : ـــ نحن فى أمس الحاجة للاصطفاف، والسمو على الذات.. وأن نفهم أن السؤال الإجبارى هو:
ماذا خططنا من سيناريوهات لما بعد رحيل الشاويش مرسى؟
بلد مفلس.. شعب منقسم.. أمن ضايع.. إرهابيون مع الحمساويين.. والجديد أننا سنجد أنفسنا أمام نصف مليون فِل جديد من الخرفان المذعورين.
 

أكرر.. الحل : «إيد واحدة» لمواجهة هؤلاء التتار لإنقاذ مصر فاستعدوا واتفقوا من الآن ولخمس سنوات مقبلة نبنى فيها الدولة المدنية الحديثة الجاذبة والجذابة.. وبعد كده اختلفوا كما تشاءون!!
اللهم إنى قد أبلغت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق