الأحد، 30 يونيو 2013

«نزووول»- جوجل هيصور

د.محمود عمارة 29 / يونيو / 2013
---------------------------------------

تمام الساعة السابعة مساء اليوم الأحد الموافق 30 يونيو 2013، ستنقل «جوجل» عن طريق الأقمار الصناعية «صورة» للحشود والمسيرات والمظاهرات التى خرجت للشوارع على مستوى الجمهورية لتظهر على شاشة موبايل الباشا الكبير «أوباما» وعلى الشاشة المعلقة بالبيت الأبيض أثناء الاجتماع المنعقد اليوم تمام الواحدة ظهراً بتوقيت واشنطن مع مستشاريه للأمن القومى.. وبناءً على حجم الحشود، وأعداد المتظاهرين، سيقرر -بكل أسف- مصيرنا.. أكرر بكل أسف أن مستقبلنا مرهون الآن بقرار السيد باراك أوباما ومستشاريه، بعد أن أصبحنا لعبة ودمية فى أيدى الأمريكان، ومندوبتهم السامية آن باترسون، التى تلعب على المكشوف مع خيرت الشاطر الحاكم الفعلى لمصر حتى أمس!!

وسيحدث التالى:

أوباما سيرى 25 مليون مصرية ومصرى، من كل فئات المجتمع.. منتقبات، محجبات، شباب وكهول من جميع الطبقات والمستويات، وصوت واضح لفلاحات وفلاحى مصر.. فى القرى والمدن.. فى العواصم العالمية «المهاجرون والمغتربون»، أمام سفاراتنا وقنصلياتنا بالخارج.. لأول مرة فى التاريخ ستخرج هذه الملايين تطالب بسلمية وتحضر، رافعين علماً واحداً وبهتاف واحد «ارحل يعنى إمشى».. ليس لشخص ولكن لجماعة.. فلم يحدث تاريخياً فى أى مكان على كوكبنا أن ينتخب الشعب رئيساً ثم يكتشف أن هناك جماعة محلية وراءها تنظيم دولى عميل هم الذين يحكمون، والرئيس المختار ما هو إلا «ماريونيت» «استبن».. خيال مآتة، لا بيهش ولا بينش.. وكمان ببجاحة يهدد ويتوعد ويتهم شعبه الحى والميت بأبشع الاتهامات الكاذبة والمضللة والمفبركة!!

مستشارة الأمن القومى سوزان رايس ستشير على الباشا أوباما مأمور قسم «النظم التابعة» بأن يرفع سماعة الخط الأحمر، ويطلب مكتب الإرشاد، وخصوصاً عصام الحداد الوحيد الذى يتحدث الإنجليزية «بدون ميكس» ليدور هذا الحوار:
أوباما: هاى مستر هداد انت قلت لنا: لن يخرج مليون واحد للشارع.. انت كاذب.. وكلكم كاذبون.. فيه أكثر من 25 مليون متظاهر فى مصر، وحول العالم.. والصورة واضحة لأن جوجل تستطيع أن تحدد الأعداد بالواحد، والعالم كله بيكلمونى فى التليفون يقولوا: إحنا السبب.. إحنا اللى جبناكو، وإحنا اللى طلبنا إن «مورسى» هو اللى ينجح ويحكم.. انت نسيت؟.. now الآن مورسى لازم يتنحى.. سامعنى أكرر now - now: الآن يخرج ويعلن استقالته.. وينقل السلطة لرئيس المحكمة الدستورية، من غير كلام ولا لف ودوران.. فينش خلاص.. أنتم فشلتم فشلاً ذريعاً وتأخرتم كثيراً ولم تسمعوا لنصائح سفيرتنا، الأسبوع الماضى مع مستر كيرت الشاتر.. قلنا لكم مورسى يخرج يقول: أنا آسف.. أنا غلطان.. واعذرونى.. ومن اليوم سأغير موقفى.. وسأبدأ بإقالة الحكومة، والنائب العام يستقيل، ولجنة لتعديل الدستور.. وشوية كلام يرضى الشعب، ويهدئ من تخوفاته ليكسبه فى صفه.. ولم يحدث وخرج مستر «مورسى» يتوعد القضاة.. ويهدد الإعلام و.. و..
الآن.. الشعب المصرى قال كلمته، والعالم كله شاف الصورة، ونحن كإدارة أمريكية لا يمكن لنا الصمت أمام العالم، وأمام الشعب الأمريكى.. وكل ما يمكن أن نقدمه لكم الآن هو أن نساعدكم على الهروب فى سياراتنا الدبلوماسية إلى غزة، أو أى مكان آخر عن طريق مكاتبنا بـ«كايرو».. باى باى!!

«الحداد» يتصل بالتنظيم الدولى قبل خيرت وقبل المرشد.. ويطلب العون.. وكلمة السر: «صابونا - صابونا» حاجة كده!!

الشاطر بأجهزته التنصتية التى أدخلتها له حماس من أسبوعين.. يسمع كلمة السر.. ينقلها إلى أعضاء المكتب صابونا.. صابونا.. وبأعلى صوته وأمام باقى عائلته الذين لم يهربوا حتى الآن.. يصرخ فى التليفون المخصوص.. يا أخ هنية اتصرف فوراً قبل ما الشعب يعرف الأخبار، ويطلعوا ياكلونا صاحيين.. أرجوك بسرعة.. بسرعة جداً، أنقذوا ما يمكن إنقاذه.. لو اتمسكنا هيركّبونا حمير بالمقلوب فى التحرير، وبعدين يسحلونا.. فى عرضكم الحقونا يا ناس!!

الدبابات فى الشوارع مكتوب عليها «ارحل يا خائن».. «ارحل يا عميل».. والإعلام ينقل صور التجمعات البشرية التى ستسجل فى موسوعة جينز كأكبر مظاهرات عدداً فى التاريخ الإنسانى.. والعالم كله يندهش للصحوة، وعودة الروح بعد أن كتبت صحف أجنبية الأسبوع الماضى: إن مصر قد ماتت!!

التليفزيون المصرى ينقل كلمة السيسى أثناء اجتماعه بقادة الجيش والمجلس الأعلى فى غياب من كان يدعى ويكرر أنه القائد الأعلى ولا أحد يعرف له مكاناً الآن، بعد أن اختبأ فى أحد الجحور!!

وميادين مصر كلها تحتفل بتحرير بلدهم «المحروسة»، من دنس هؤلاء الأنجاس.. والعالم كله يتحدث عن أحفاد الفراعنة ويعود نشيد: «ارفع راسك فوق.. انت مصرى» ومبروك مقدماً لكل مصرى تحمل هذا «الكابوس».. ويبدأ «الحلم» رغم كل التحديات.. ونحن قدها وقدود.. فلنفرح اليوم، ونحتفل بهذا النصر العظيم على هؤلاء القراصنة وعودة مصر لكل أبنائها.. وغداً ستدق ساعة العمل، والمصريون بالداخل والخارج جاهزون لمعركة البناء ومواجهة كل التحديات، وخلال خمس سنوات سنرى مصر الجديدة كما كنا دائماً نتمناها.. وسنظل جميعاً خدامين تحت أقدامها لا نريد شيئاً سوى أن نفخر ونتفاخر بها، بعد أن نجعلها جاذبة وجذابة، وحاضنة لكل إنسان. لتظل دائماً هى أم الدنيا، ولكن فى عز شبابها!!

شكر واجب: لكل المخلصين الذين سهروا الليالى تاركين أعمالهم متبرعين بما يستطيعون لملء المخازن بالمشروبات والعصائر والسندويتشات والنواشف وصنع الأعلام والكروت الحمرا والمطبوعات والتجهيزات الأمنية لصد أى هجوم من القتلة والسفاحين، وإعداد خارطة الطريق.. إنهم الجنود المجهولون العاشقون لتراب هذا الوطن.. تحية واحتراماً وتقديراً لهم جميعاً باسم كل المصريين مبروك لمصر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق